كشف 3 محللين عن السيناريوهات المتوقعة لرد بوتين على احتمالية استخدام أوكرانيا للصواريخ الغربية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
وتنتظر أوكرانيا حتى الآن الرد الغربي وتحديدًا واشنطن على منحها الإذن للتعامل بتلك الصواريخ، وسط مباحثات تُجريها بريطانيا والولايات المتحدة.
وتُنذر تلك الأزمة بتصاعد التوتر بين روسيا والغربي، خصوصًا بعد تأكيد بويتن على أن منح الغرب الإذن لأوكرانيا سيعني تورطه بشكل مباشر في الحرب.
وعقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات في واشنطن يوم الجمعة بشأن ما إذا كان سيسمح لكييف باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية بعيدة المدى أو صواريخ Storm Shadow البريطانية ضد أهداف في روسيا.
سيناريوهات الرد
وفق ما نقلته رويترز عن حديث المحللين، فن المتوقع أن ينحصر الرد الروسي في اتجاهين، الأول هو ضرب أصول عسكرية بريطانية بالقرب من روسيا، أو إجراء تجربة نووية لإظهار النية وهذا أقصى تقدير.
وقال بوتين يوم الخميس إن تورط الغرب من شأنه أن يغير طبيعة الصراع، وتعد بالرد المناسب ولكنه لم يتطرق إلى طبيعة هذا الرد.
ولكن الرئيس الروسي في يونيو الماضي، لوّح بإمكانية تسليح أعداء الغرب بالأسلحة الروسية بغرض ضرب أهداف غربية في الخارج.
كما لوّح بإمكانية نشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وتوقع الخبير في الأسلحة في معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في هامبورغ، أولريش كوهين، أن يتجه بوتين إلى الخيار النووي، والذي سيكون عبارة عن إجراء اختبار لسلاح نووي في محاولة لتخويف الغرب.
وقال في مقابلة “إن هذا من شأنه أن يشكل تصعيدا دراماتيكيا للصراع. والسؤال هو: ما نوع السهام التي ما زال السيد بوتن قادرا على إطلاقها إذا استمر الغرب في استخدام الأسلحة النووية، باستثناء الاستخدام الفعلي لها؟”.
وقال كوين إن تلك التجربة ستكون الأول منذ عام 1990 عندما تمت آخر تجربة نووية روسية قبل سقوط الاتحاد السوفيتي.
وحال حدوث ذلك سيكون إيذانًا ببدء عصر أكثر خطورة، خصوصًا إذا شعر بوتين بأن ردود فعله ضعيفة.
وأيد المتخصص في الأمن بجامعة إنسبروك في النمسا، جيرهارد مانجوت، في مقابلة احتمال أن تختار روسيا السيناريو النووي، قائلًا إنه ممكن على الرغم من أنه من غير المرجح.
وقال: “قد يقوم الروس بتفجير سلاج نووي تكتيكي في مكان ما في شرق البلاد فقط من أجل إظهار جديتهم في إمكانية استخدام تلك الأسلحة”.
قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إن حلف شمال الأطلسي سيكون “طرفا مباشرا في الأعمال العدائية ضد قوة نووية” إذا سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أطول مدى ضد روسيا.
وقال “لا ينبغي أن ننسى هذا الأمر ونفكر في العواقب”.
العقيدة النووية
في الوقت الحالي تحاول روسيا وهي أكبر قوة نووية في العالم، مراجعة عقيدتها النووية أي الظروف التي يمكنها أن تلجأ فيها لهذا السلاح، في ظل الضغوط المفروضة على بوتين لإظهر انفتاحًا أكبر على توجيه ضربات إلى دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.
وبالنسبة لبريطانيا فقد تعتبر موسكو أن لندن مشتركة في حرب بالوكاة الهجينة مع روسيا إلى العدوان المسلح المباشر إذا سمحت لكييف بإطلاق صواريخ ستورم شادو على روسيا، وفق ما قاله مستشار الكرملين السابق سيرجي ماركوف على منصة التواصل الاجتماعي تيليجرام يوم الجمعة.
وبحسب توقعاته فقد بقتصر الرد الروسي على إغلاق السفارة البريطانية في موسكو وسفارتها في لندن، وضرب الطائرات الحربية وبدون طيار التابعة لبريطانيا بالقرب من روسيا.
وقد يشمل الرد إطلاق صواريخ على طائرات إف-16 التي تحمل صواريخ ستورم شادو في قواعدها في رومانيا وبولندا.
وكان بوتين قد وضع من قبل خطوطًا حمراء للغرب في التعامل خلال الحرب، ولكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يحاول أن يقلل من أهمية هذه الحدود خلال محاولاته بإقناع الغرب على مواجهة موسكو.
ويرى الخبراء أن تحذير بوتين الأخير يجب أن ينظر له بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا.
المصدر: رويترز