صحة

مفهوم الإسعافات الأولية النفسية.. ولماذا يجب علينا معرفتها

في اليوم العالمي للإسعافات الأولية نستعرض جانبًا مهما منها وهي الإسعافات الأولية النفسية.. ونبحث في عناصرها وأماكنها والأشخاص المنوط بهم تقديمها. الإسعافات الأولية النفسية هي استجابة إنسانية داعمة تقدم للأشخاص الذين تعرضوا لأزمات أو صدمات نفسية شديدة. الهدف منها هو تقديم مساعدة فورية تخفف من حدة الآثار النفسية لهذه الصدمات، وتعزز قدرة الأشخاص على التأقلم مع المواقف الصعبة. هذه الإسعافات لا تقتصر فقط على التدخل الفوري، بل تسعى أيضًا لتقديم دعم نفسي واجتماعي شامل.

أبرز عناصر الإسعافات الأولية النفسية

تشمل الإسعافات الأولية النفسية عدة عناصر أساسية تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمحتاجين في أوقات الأزمات. هذه العناصر تتضمن:

  • تقديم الرعاية والمساعدة دون تطفل: يتم التركيز على تقديم المساعدة بطريقة لا تسبب ضغطًا إضافيًا على الشخص المتضرر، بل تمنحه الحرية للتعبير عن مشاعره.
  • تقدير احتياجات الأشخاص ومخاوفهم: من المهم فهم احتياجات الشخص سواء النفسية أو العملية (مثل الطعام والمأوى) وتقديم المساعدة اللازمة.
  • مساعدة الأشخاص في تلبية احتياجاتهم الأساسية: مثل توفير المعلومات الضرورية، الغذاء، والماء.
  • الاستماع إليهم دون ممارسة الضغط عليهم للتحدث: الهدف هو توفير بيئة آمنة يشعر فيها الشخص بالقدرة على الحديث إن أراد ذلك.
  • مساعدة الأشخاص على الشعور بالهدوء: خلق بيئة تساعدهم على الشعور بالأمان والراحة.
  • توفير الدعم الاجتماعي: مثل توجيه الأشخاص إلى الخدمات الاجتماعية والدعم الذي قد يحتاجونه.
  • حماية الأشخاص من التعرض لمزيد من الأذى: من خلال التأكد من أن الشخص في مكان آمن ولا يتعرض لأي ضرر إضافي.

ما لا ينطبق عليه وصف الإسعافات الأولية النفسية

من المهم أيضًا فهم ما لا يشمله مفهوم الإسعافات الأولية النفسية:

  • ليست علاجًا نفسيًا متكاملًا يقوم به مختصون: هي تدخل أولي يهدف إلى دعم المتأثرين فورًا.
  • ليست تحليلًا للحدث أو تقديم استشارات طويلة الأمد: الهدف الأساسي هو تقديم الدعم السريع لتخفيف حدة الأزمة.
  • لا تشمل الاستجواب أو إجبار الأشخاص على الحديث عما مروا به: تركز على الاستماع إذا أرادوا ذلك، دون ضغط.

أهمية الإسعافات الأولية النفسية:

تأتي الإسعافات الأولية النفسية كبديل فعال للتفريغ النفسي الذي أظهرت بعض الدراسات عدم فعاليته. بدلاً من ذلك، تعمل الإسعافات الأولية النفسية على تقديم دعم يشمل تعزيز شعور الشخص بالأمان والهدوء، وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي. الدراسات تشير إلى أن تقديم هذا النوع من الدعم يمكن أن يساعد في تحسين قدرة الأشخاص على التعافي على المدى البعيد.

من تستهدف الإسعافات الأولية النفسية؟

تستهدف الإسعافات الأولية النفسية الأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية شديدة نتيجة صدمة أو أزمة. يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص من الناجين من الكوارث الطبيعية، الحوادث أو أي حدث مفاجئ تسبب لهم في اضطراب نفسي. الهدف الأساسي هو تقديم دعم فوري للأشخاص الأكثر تضررًا الذين يحتاجون إلى مساعدة مباشرة وفورية لتخفيف معاناتهم.

من هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم فوري أكثر؟

  • المصابون بإصابات أو حالات طبية خطيرة تتطلب عناية عاجلة.
  • الذين يظهرون علامات الضيق الشديد أو يعانون من صعوبة في التعامل مع مشاعرهم.
  • من يعانون من مشاكل في التواصل أو يحتاجون إلى مساعدة إضافية.
  • الأشخاص الذين قد يؤذون أنفسهم أو غيرهم.

متى وأين يتم تقديم الإسعافات الأولية النفسية؟

يمكن تقديم الإسعافات الأولية النفسية في أي وقت وأي مكان يشعر فيه الشخص المتأثر بالأمان. غالبًا ما يتم ذلك في أماكن الأزمات مثل مراكز الإيواء، المستشفيات، أو مواقع الكوارث. من المهم أن يتم تقديم الدعم في بيئة آمنة تحترم خصوصية المتضرر، بما يشمل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي عند الحاجة لضمان عدم تعرضه لمزيد من الأذى.

في النهاية

الإسعافات الأولية النفسية تمثل خطوة مهمة في الاستجابة الفورية للأزمات. هي ليست بديلاً عن العلاج النفسي المتخصص، لكنها توفر دعمًا حيويًا في اللحظات الحرجة للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة.