أحداث جارية سياسة

غزة والأزمة السودانية على طاولة المباحثات السعودية المصرية

بحث وزيرا الخارجية المصري والسعودي، تعميق التعاون الثنائي بين مصر والسعودية، بالإضافة إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية الحيوية، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والصراع في السودان، والتوترات في البحر الأحمر

انطلقت اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة الـ162 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة اليمن التي تسلمت رئاسة المجلس من موريتانيا.

شهد الاجتماع شهد حضور وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود، إلى جانب الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، والسفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، وعدد من الأمناء العامين المساعدين.

كما تميز الاجتماع بمشاركة شخصيات دولية بارزة، من بينهم وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ.

تأجيل القرارات والاكتفاء بقرار فلسطيني وحيد

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن وزراء الخارجية العرب قرروا أن تكون القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي هو الموضوع الرئيسي والوحيد في الاجتماع.

وأضاف أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع وزير الخارجية اليمني شايع محسن الزنداني ورئيس الدورة الـ162 لمجلس جميع الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية – أن القرارات الأخرى تم تأجيلها إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في مارس القادم، وذلك لإعطاء الفرصة والتركيز على نقاش مكثف بشأن القضية الفلسطينية والاتفاق على رؤية عربية فيما يتعلق بفلسطين قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مؤتمر لوزيرا خارجية السعودية ومصر

بحث وزيرا الخارجية المصري والسعودي، تعميق التعاون الثنائي بين مصر والسعودية، بالإضافة إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية الحيوية، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والصراع في السودان، والتوترات في البحر الأحمر.

وشدد الوزيران، خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة “بشكل فوري”، والتوصل إلى “صفقة متكاملة تضمن إطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى”.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي دعم الوساطة المصرية القطرية الأميركية الساعية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبراً أن تجاوزات إسرائيل في غزة “غير مقبولة، وتمثل جرائم حرب”.

فشل منظومة الأمن الدولية

اعتبر الأمير فيصل بن فرحان أن “ما نراه من تأخر الوصول لوقف إطلاق نار في غزة هو دليل متكرر لفشل منظومة الأمن الدولية”، مضيفاً أن “ما نراه من كارثية إنسانية، ومن استمرار في تعطيل وعرقلة الجانب الإسرائيلي في وصول المساعدات أمر أصبح حقيقة جريمة حرب”.

وأوضح بن فرحان أن “استمرار هذه المستويات المروعة من القتل والدمار وانتهاك حقوق الإنسان، وسط عجز تام من النظام الأمني الدولي عن التصدي لها، يفرض علينا ضرورة إعادة التفكير في كيفية معالجة الأزمة في غزة، وليس فقط السعي لوقف إطلاق النار، بل مراجعة منظومة الأمن الدولي بأكملها”.

وأضاف: “نعمل بكل ما في وسعنا لتوحيد الجهود وزيادة الضغط على المجتمع الدولي ليتعامل بجدية حقيقية مع هذه الكارثة الإنسانية”، مشيرًا إلى أن “تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه المستمر لوقف إطلاق النار يزيد من الحاجة إلى المزيد من الأصوات من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار”.

وأكد أن “ما نطالب به هو تطبيق القانون الدولي، فالدول العربية والفلسطينيون لا يطالبون بالمستحيل، بل يسعون فقط لتطبيق هذا القانون”. وتساءل: “يبقى السؤال موجّهًا للمجتمع الدولي: هل يُطبَّق القانون الدولي بشكل عادل أم يُنتقى حسب المصالح؟ والإجابة على هذا السؤال واضحة، لكنها قد تحمل دلالات وتبعات طويلة الأمد”.

ومن جانبه قال بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، إن تحقيق الأمن في المنطقة لا يأتي مع استمرار العدوان الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة وقف حرب غزة، وإبرام اتفاق لوقف النار سريعاً.

وشدد عبد العاطي  على أن هذه “الأوضاع والتصعيد الحالي، له تبعات جسيمة على أمن المنطقة، وأمن وسلامة الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وأكدنا في هذا السياق أن وقف العدوان على قطاع غزة هو نقطة البداية لوقف التصعيد؛ ومن ثم تحقيق التهدئة والاستقرار في المنطقة”.

الأزمة السودانية

أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، أن الأزمة في السودان قد طالت بشكل كبير، مما جعل الأشقاء في السودان يتحملون تبعاتها الوخيمة، حيث يتجلى ذلك بوضوح في تدهور الوضع الإنساني المتزايد.

وشدد بن فرحان على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل لهذه الأزمة، مشيرًا إلى أن التنسيق بين السعودية ومصر يمثل محورًا رئيسيًا في الجهود المبذولة لإيجاد مخرج للأزمة السودانية.

وأشار الأمير فيصل إلى أهمية “منبر جدة”، الذي نجح في تحقيق بعض التفاهمات الإيجابية التي تتناول نقاطًا جوهرية في الأزمة، وأوضح أن الجهود تُبذل حاليًا لتطبيق هذه التفاهمات بالتعاون مع جميع الشركاء، بما في ذلك الجانب الأمريكي.

وأضاف بن فرحان أن الحل يتطلب جهدًا إقليميًا قبل أي شيء آخر، مدعومًا بمساندة الشركاء الدوليين، مشددًا على ضرورة الإسراع في إنهاء معاناة الشعب السوداني.

وفي السياق ذاته، شارك الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله في الاجتماع الثاني للجنة الاتصال العربية الوزارية للحوار المباشر مع الحكومة السورية، إلى جانب عددٍ من الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

المصدر:

قناة الإخبارية