علوم

الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات في العالم

تشكل حرائق الغابات تهديدًا متزايدًا للنظم البيئية على كوكب الأرض، حيث تؤدي إلى تدمير واسع للغطاء الشجري وإطلاق كميات هائلة من الكربون المخزن في الغلاف الجوي. مع تفاقم تغير المناخ، تزداد شدة وتكرار هذه الحرائق، مما يعرض التنوع البيولوجي واستقرار المناخ العالمي للخطر.

وتسببت حرائق الغابات في إعلان حالة الطوارئ في العديد من المناطق وإجلاء المواطنين والسياح بها لحمايتهم من لخطر، حيث أعلن متحدث باسم منطقة هارتس الألمانية إنه تم إجلاء نحو 500 شخص من جبل في وسط  ألمانيا بسبب حريق غابات.

كما أعلنت وزارة الدفاع في بوليفيا حالة الطوارئ الوطنية بسبب حرائق الغابات المستعرة، حيث شهدت البلاد أكبر عدد من حرائق الغابات منذ عام 2010 حيث احترق ما لا يقل عن 3 ملايين هكتار (7.5 مليون فدان) هذا العام، وفقًا للمعهد البرازيلي لأبحاث الفضاء الذي يراقب الحرائق.

وبعد أن أصبحت حرائق الغابات تهديدًا متزايدًا للغابات العالمية، مدفوعة بتغير المناخ والعوامل البيئية المرتبطة به، تسعى الدول والمنظمات البيئية لحصر الأضرار والخسائر الناجمة عن تلك الحرائق، ومحاولة التصدي لها.

كيف تم جمع وتحليل بيانات حرائق الغابات؟

استخدم الباحثون في جامعة ماريلاند منهجية تعتمد على صور الأقمار الصناعية، تحديدًا أقمار “لاندسات”، لرسم خريطة دقيقة للغطاء الشجري المفقود نتيجة حرائق الغابات.

وركزت الدراسة على الحرائق التي تقتل كل أو معظم الأشجار الحية في الغابة، حيث تم جمع البيانات على مدار أكثر من عقدين، بدءًا من عام 2001 وحتى عام 2023، لرصد الاتجاهات وتحديد التغيرات السنوية في عدد الهكتارات المتضررة من الحرائق.

الاتجاهات المتصاعدة في حرائق الغابات

أظهرت البيانات أن عدد الهكتارات المتضررة من الحرائق يختلف من عام لآخر، ولكن هناك اتجاهًا تصاعديًا واضحًا منذ عام 2001. وكانت الأعوام 2020 و2021 و2023 من بين أسوأ السنوات في سجل حرائق الغابات على مستوى العالم.

وعلى وجه التحديد، سجل عام 2023 الرقم القياسي الأعلى في مجموعة البيانات، مما يعكس زيادة حادة في تدمير الغابات.

كندا.. المساهم الأكبر في خسائر الغابات عام 2023

كانت الخسائر الكبيرة في عام 2023 مدفوعة بشكل جزئي بحرائق الغابات في كندا، التي تمتلك نحو 9% من غابات العالم. فقدت البلاد حوالي 7.8 مليون هكتار من الغابات بسبب الحرائق في ذلك العام وحده، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين في تدمير الغابات عالميًا.

لماذا تزداد شدة حرائق الغابات؟

بحسب المعهد العالمي للموارد، يعد تغير المناخ السبب الرئيسي وراء زيادة شدة وتكرار حرائق الغابات حول العال، إذ أصبحت موجات الحر الشديدة أكثر احتمالًا بخمس مرات مما كانت عليه قبل 150 عامًا، ما يساهم في زيادة الأضرار الناجمة عن الحرائق.

تخلق الانبعاثات المتزايدة ظروفًا أكثر حرارة وجفافًا، ما يؤدي بدوره إلى المزيد من الحرائق، وعندما تحترق الغابات، يتم إطلاق الكربون المخزن في جذوع الأشجار وأغصانها وأوراقها إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة والجفاف بشكل أكبر.

 

المصدر:

visualcapitalist