سياسة

الهجوم الأوكراني على “كورسك” مناورة لم تخفف الضغط عن أخطر جبهات القتال

وعلى الرغم من أن كييف أجبرت موسكو على إعادة توجيه بعض قواتها إلى منطقة كورسك، مما كشف عن بعض الثغرات في الدفاعات الروسية، إلا أن هذا التحرك لم يخفف من الضغط على الجبهات الأكثر أهمية، مثل تلك التي تتقدم فيها القوات الروسية في شرق أوكرانيا

لم يحقق الهجوم الأوكراني المفاجئ على الأراضي الروسية النتائج المرجوة بشكل كامل حتى الآن.

وعلى الرغم من أن كييف أجبرت موسكو على إعادة توجيه بعض قواتها إلى منطقة كورسك، مما كشف عن بعض الثغرات في الدفاعات الروسية، إلا أن هذا التحرك لم يخفف من الضغط على الجبهات الأكثر أهمية، مثل تلك التي تتقدم فيها القوات الروسية في شرق أوكرانيا.

معركة بوكروفسك تحدي مستمر

في منطقة بوكروفسك، التي تعد مركزًا لوجستيًا مهمًا في شرق أوكرانيا، يبدو الوضع خطيرًا بشكل خاص بالنسبة للقوات الأوكرانية، حيث تخوض القوات الروسية هناك معركة شرسة للسيطرة على المدينة، وقد حققت تقدمًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة.

وعلى والرغم من إعادة نشر نحو 30 ألف جندي روسي إلى كورسك، إلا أن ذلك لم يخفف الضغط على بوكروفسك، بل زاد من حدة المعارك هناك.

ويرى المحللون في معهد دراسة الحرب أن القيادة الروسية مترددة في سحب قواتها الفعالة من الجبهات الأمامية، مثل بوكروفسك، لتعزيز المناطق الأخرى.

رغم الفشل في إبطاء التقدم الروسي حول بوكروفسك، فإن الغزو الأوكراني لكورسك ترك الكرملين في موقف حرج، حيث سيطر الأوكرانيون على نحو 1290 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الروسية في كورسك، وهو أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية

معضلة استراتيجية لبوتين

رغم الفشل في إبطاء التقدم الروسي حول بوكروفسك، فإن الغزو الأوكراني لكورسك ترك الكرملين في موقف حرج، حيث سيطر الأوكرانيون على نحو 1290 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الروسية في كورسك، وهو أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشار المحللون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه الآن معضلة هل يحمي حدوده ويخاطر بتقليل القوات المتاحة على الجبهات الأخرى، أم يستمر في تعزيز العمليات العسكرية داخل أوكرانيا؟

وأوضح المحللون أنه إذا اختار بوتين نقل قواته لحماية الحدود، فسوف يزيد ذلك بشكل كبير من المتطلبات العسكرية لدعم الحرب، وأن هذا الخيار ليس بالأمر السهل، حيث سيتطلب تقليل القوة القتالية في أوكرانيا أو اللجوء إلى التجنيد الإجباري في روسيا.

ورغم أن الهجوم الأوكراني قد لا يؤدي فورًا إلى تغيير استراتيجي كبير، إلا أنه يقدم تذكيرًا بأن الحرب لا تزال قابلة للتطور.

وقد يؤثر هذا الوضع على القرارات المستقبلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يمكن أن يلعب الدعم العسكري المستقبلي لكييف دورًا حاسمًا.

المصدر:

business insider