كشفت دراسة حديثة أن عقار سيماجلوتيد -يباع تحت الأسماء التجارية أوزمبيك ورويبلسيس- المستخدم لعلاج السمنة، لا يضر بالصحة العقلية أو يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أو الأفكار الانتحارية لدى الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات نفسية كبيرة.
وجاءت هذه النتيجة بناءً على تحليل بيانات من عدة تجارب سريرية شملت أكثر من 3500 مشارك، ما يؤكد أن السيماجلوتيد هو خيار آمن لمن ليس لديهم تاريخ في الأمراض النفسية الحادة.
المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية
لطالما كانت هناك مخاوف بشأن تأثير الأدوية المستخدمة في إدارة الوزن على الصحة العقلية، خاصة بعد تقارير رصدت ظهور أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية بين مستخدمي بعض الأدوية المخصصة لعلاج مرض السكري من النوع 2 في إنقاص الوزن.
وتراقب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية عن كثب سلامة استخدام سيماجلوتيد في هذا السياق، خاصةً بعد ظهور هذه التقارير.
شعبية سيماجلوتيد في إدارة الوزن
برز عقار سيماجلوتيد كواحد من أهم الأدوية في مجال إدارة الوزن، حيث أثبتت التجارب السريرية أنه يمكن أن يساعد في تقليل وزن الجسم بنسبة تتراوح بين 10% و15%.
وبفضل هذا النجاح، أصبح سيماجلوتيد من الخيارات الشائعة لدى مقدمي الرعاية الصحية، حيث تم وصفه لأكثر من 5 ملايين أمريكي في عام 2023، مما يعكس شعبيته المتزايدة كحل فعال لإدارة الوزن.
تأثير السيماجلوتيد على أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية
اعتمدت الدراسة على استبيان صحة المريض 9 (PHQ-9) لقياس التغيرات في أعراض الاكتئاب، كما استخدمت مقياس تصنيف خطورة الانتحار بجامعة كولومبيا لتقييم الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
وعلى مدار 68 أسبوعًا من التجارب، لم يُظهر المشاركون الذين تناولوا السيماجلوتيد أي زيادة في خطر الإصابة بأعراض اكتئاب شديدة أو أفكار أو سلوك انتحاري كما لم تظهر نتائج سلبية في دراسة المرحلة الخامسة التي استمرت 104 أسابيع.
وفي النهاية، أكدت الدراسة أن سيماجلوتيد يعد خيارًا آمنًا لأولئك الذين يبحثون عن حلول لإنقاص الوزن، دون زيادة خطر الإصابة بمشكلات نفسية خطيرة.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أهمية إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير العقار على الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية كبيرة.
المصدر: