على الرغم من الوعود التي قدمتها حكومة ولاية غرب البنغال في الهند منذ خمس سنوات بتعزيز الأمن في المستشفيات العامة وحماية الأطباء، إلا أن حادثة مقتل طبيبة شابة في التاسع من أغسطس الفائت كشفت عن قصور كبير في تنفيذ هذه الوعود. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب الشعبي والإضرابات في صفوف الأطباء، وأعادت إلى الأذهان حوادث سابقة.ضب
الإجراءات غير المطبقة
في العام 2019، وعدت حكومة غرب البنغال بتحسين أمان المستشفيات.. من خلال توفير معدات أمنية فعالة وحراس من النساء لدعم الطبيبات، لكن هذه الإجراءات لم تُنفذ في مستشفى R.G. Kar Medical College حيث تعرضت الطبيبة الشابة للهجوم. وفقًا لشهادات أطباء متدربين، لم يكن هناك سوى حارسين ذكور.. وعدد قليل من كاميرات المراقبة غير الكافية لتغطية جميع مداخل المستشفى.
تفاصيل الحادث
الطبيبة التي تعرضت للاعتداء الجنسي والقتل كانت قد تعرضت للهجوم أثناء استراحتها في قاعة المحاضرات بالمستشفى بعد انتهاء نوبتها التي استمرت 36 ساعة. الهجوم حدث في وقت مبكر من صباح يوم 9 أغسطس، وتم العثور على جثتها بعد أن لاحظ زملاؤها غيابها.
ردود الفعل الحكومية
بعد الحادثة، أصدرت رئيسة وزراء ولاية غرب البنغال، ماماتا بانيرجي، تعليمات فورية بتخصيص ميزانية لتحسين الأمن في المستشفيات، مع التركيز على تعزيز الأمن في الأماكن المخصصة للراحة وتوفير حراسة خاصة للنساء. وقد ذكرت الحكومة أن بعض الجهود لتحسين الأمن قد تعطلت بسبب جائحة كوفيد-19، لكنهم يعملون على سد الثغرات التي ظهرت بعد الحادثة الأخيرة.
ردود فعل الأطباء
أعرب العديد من الأطباء عن استيائهم من عدم تطبيق الإجراءات الأمنية التي وُعدوا بها في عام 2019. بعض الأطباء قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان أثناء العمل، خاصة خلال النوبات الليلية. بعض الطبيبات أكدن أنهن أصبحن يحملن أدوات دفاعية شخصية.. مثل السكاكين ورذاذ الفلفل للدفاع عن أنفسهن أثناء العمل.
مشكلة أوسع وحوادث سابقة
الحادثة تعكس مشكلة أوسع تتعلق بسلامة النساء في الهند، سواء في أماكن العمل أو الأماكن العامة. وفقًا لبيانات حكومية، تم الإبلاغ عن حوالي 450,000 جريمة ضد النساء في عام 2022، مع ارتفاع بنسبة 4% مقارنة بعام 2021. هذا الهجوم المميت ذكر الكثيرين بجريمة الاغتصاب الجماعي في دلهي عام 2012.. التي أثارت موجة من الاحتجاجات والتشديد على قوانين الجرائم ضد النساء في الهند.
تحديات الأطباء النساء في الهند
تواجه الطبيبات النساء في الهند ظروف عمل صعبة تشمل التعرض للعنف اللفظي والجسدي من قبل أهالي المرضى. أظهرت دراسة أن حوالي 60% من الأطباء في الهند هم نساء، وأن 75% منهن تعرضن لنوع من أنواع التحرش أو العنف أثناء عملهن.
في النهاية
رغم التشريعات الصارمة التي أدخلتها الهند منذ حادثة الاغتصاب الجماعي في دلهي عام 2012، إلا أن العنف ضد النساء، بما في ذلك الطبيبات.. لا يزال مستمرًا ويعكس تحديات عميقة في الثقافة والمجتمع الهندي.