تستمر أوكرانيا منذ قرابة شهر على تنفيذ خطتها لتحويل دفة الحرب عن طريق إرسال قوات إلى روسيا، وبينما يبدو أن الأمور تسير على النحو المنشود، ولكن في حال خسرت البلاد رهانها، ستخسر الحرب نهائيًا، حسب تحليل نشرته صحيفة “The Washington Post”.
أوكرانيا في مغامرة قد تقودها للخسارة
بدأت أوكرانيا قبل أسابيع التوغل في كورسك الروسية، وتواصل احتلال مناطق واسعة، بعد أن كان القتال منذ بدء الحرب على الأراضي الأوكرانية.
ويستمر الهجوم الروسي حتى مع وجود مئات من جنوده في السجون الأوكرانية ومئات الكيلومترات المربعة من أراضيها السيادية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
ووفقًا لـ “The Washington Post”، إذا فشلت الخطة الجريئة التي وضعها الجنرال الأوكراني أولكسندر سيرسكي، فقد تخسر أوكرانيا العديد من الجنود المدربين تدريبًا جيدًا والكثير من المعدات الأجنبية التي نشرتها في كورسك، فضلاً عن الأراضي في شرقها، حيث القوات الروسية التي يفوق عددها بكثير القوات الأوكرانية، يواصلون هجومهم الطاحن على مركز العبور الرئيسي في بوكروفسك.
ويقول المحللون إنه ليس من الواضح على الإطلاق ما هي نهاية اللعبة أو ما إذا كانت مقامرة “سيرسكي” ستؤتي ثمارها.
وأشار نيكو لانج، مسؤول الدفاع الألماني السابق الذي يعمل الآن زميلا في “مركز تحليل السياسات الأوروبية”، أن التوغل في روسيا أعطى أوكرانيا “مكاسب ملموسة”، بما في ذلك أسرى الحرب وتعزيز الروح المعنوية التي كانت في أمس الحاجة إليها.
وفي المقابل، يقلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أهمية التوغل ويركز على شرق أوكرانيا.
وأضاف “لانج” أنه إذا كان هدف أوكرانيا هو مبادلة الأرض بالأرض، فمن الواضح أن هذا لا ينجح، وهذا ما يسميه بوتين.
وأوضح “لانج” أن هناك عدم تناسق في الموقفين، فالأراضي التي فقدتها أوكرانيا الآن في دونباس ستحتفظ بها روسيا، لكن أوكرانيا لا تستطيع الاحتفاظ بكورسك.
وفي مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، أقر كل من “سيرسكي” والرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن جبهة بوكروفسك لا تزال الأكثر صعوبة في الحرب.
وقال زيلينسكي عن نية روسيا الاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها، الواقعة في المنطقة المعروفة باسم دونباس: “أهدافهم لم تتغير”.
وأشار سيرسكي إلى أنه تم نقل 30 ألف جندي روسي للرد في كورسك، ولكن ليس من دونيتسك.
و في الأيام الأخيرة، فرت حشود من المدنيين الأوكرانيين المذعورين من مدينة بوكروفسك والقرى المحيطة بها مع تقدم القوات الروسية واستعداد القوات لمعارك شوارع محتملة في المدينة.
ويقول محللون إن أكبر المكاسب حتى الآن تتمثل في ابتهاج القوات الأوكرانية باختراق الدفاعات في غرب روسيا والاستيلاء على جزء من أراضيها، وهو ما رفع روحهم المعنوية.
المصادر: