فتح الاحتلال جبهة جديدة لعدوانه المستمر في المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي بالإعلان عن توسيع عملياته في الضفة الغربية، الأسبوع الماضي.
ووصل عدد الشهداء في الضفة الغربية خلال نحو 11 شهرًا حوالي 600 شخص، في الوقت الذي تجتذب فيه الحرب المدمرة على غزة القدر الأكبر من الاهتمام.
وفي نفس الوقت، يتبادل جيش الاحتلال إطلاق الصواريخ مع حزب الله، وقد انفجرت حرب الظل التي يخوضها الكيان المحتل مع إيران إلى العلن.
نشرت صحيفة “The Washington Post” تحليلًا للأسباب التي تدفع الاحتلال للقتال على هذه الجبهات المختلفة، نستعرض أبرز ما ورد فيه في هذا التقرير.
لماذا لا تزال إسرائيل تقاتل في غزة؟
على الرغم من تدمير جزء كبير من البنية التحتية العسكرية لحماس وإسقاط عشرات الآلاف من القتلى، لا توجد نهاية في الأفق للحرب في غزة.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إسرائيل وضعت لنفسها عتبة عالية لتحقيق النصر، وهي القضاء على قيادة حماس وإنقاذ الرهائن من غزة، حيث لا يزال ما يقرب من 100 رهينة محتجزين لدى فصائل المقاومة.
ويعطّل الاحتلال عن تحقيق ذلك أن شبكة الأنفاق الممتدة تحت الأرض في غزة تجعل من الصعب على الكيان المحتل أن يفوز.
وفشل جيش الاحتلال في تحقيق النصر العسكري بانسحاب قواته بسرعة من أغلب المناطق التي احتلها، وهو الأمر الذي سمح لحماس في بعض الحالات بإعادة تجميع صفوفها هناك ومنع الحرب من الانتهاء بالطريقة التي تنتهي بها معظم الحروب، حيث يستولي أحد الجانبين على أراضي الطرف الآخر.
وثبت أن وقف إطلاق النار بعيد المنال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يريد سوى هدنة مؤقتة، في حين يسعى يحيى السنوار، زعيم حماس، إلى وقف كامل لإطلاق النار.
لماذا تداهم إسرائيل مدن الضفة الغربية؟
بالعودة إلى عام 2005، عندما انسحب جنود الاحتلال من غزة احتفظ الجيش بوجود واسع النطاق في مختلف أنحاء الضفة الغربية، جزئيًا، بدعوى حماية ما يقرب من 500 ألف إسرائيلي يعيشون في المستوطنات التي تعتبر غير قانونية في نظر معظم دول العالم.
ويقوم جيش الاحتلال حاليًا بمداهمات وضربات للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية بشكل منتظم، بزعم أنه يقمع الجماعات المسلحة.
واستشهدت الجماعات الفلسطينية بتصاعد العنف الذي يمارسه المتطرفون المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين، إلى جانب الشعور المتزايد بإفلات هؤلاء المتطرفين من العقاب وتوسيع مستوطناتهم، لتبرير نشاطها ضد قوات الاحتلال.
لماذا تضرب إسرائيل لبنان؟
بدأ حزب الله، الميليشيا المتحالفة مع حماس والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب لبنان، بإطلاق النار على إسرائيل تضامنا مع حماس بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر.
ومنذ ذلك الحين، ظلت إسرائيل وحزب الله يتبادلان إطلاق الصواريخ عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، في حين يحاولان تجنب حرب برية شاملة من شأنها أن تدمر البلدين على الأرجح. يمكن للطائرات المقاتلة الإسرائيلية أن تشل العاصمة اللبنانية بيروت، في حين يمتلك حزب الله آلاف الصواريخ الموجهة بدقة والتي يمكن أن تدمر المدن الإسرائيلية.
وقال الاحتلال إنه لن يتوقف عن استهداف أصول حزب الله وعناصره حتى يصبح آمنا لسكان الشمال الذين شردهم القتال ومنعهم من العودة لديارهم.
ويعد هذا احتمالًا بعيد المنال، لأن حزب الله بدوره تعهد بمواصلة إطلاق النار حتى يتم تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
لماذا تقاتل إسرائيل إيران؟
على مدى عقود، قال قادة إيران إنهم يسعون إلى تدمير كيان الاحتلال.
هاجم كلا البلدين سرًا مصالح الآخر، وقام كل منهما ببناء تحالفات إقليمية متنافسة لردع بعضهما البعض.
ويعتبر الاحتلال جهود إيران لبناء سلاح نووي تهديدًا وجوديًا وحاولت مرارًا تخريب البرنامج.
وحتى نشوب الحرب في غزة، كان الجانبان يحاولان الحفاظ على قدر معقول من الإنكار لهجماتهما، وذلك في الأساس لتجنب المواجهة المباشرة التي قد تتصاعد إلى حرب شاملة.
ولم تعلن إسرائيل قط مسؤوليتها عن اغتيال مسؤولين إيرانيين.
وتجنبت إيران الاستفزازات الكبرى من جانبها، في حين شجعت جهات أخرى على مهاجمة الاحتلال.
أغرت شدة ومدة الصراع في غزة كلا الجانبين ليكونا أكثر جرأة، الأمر الذي أدى إلى خروج حرب الظل بينهما إلى العلن.
وفي أبريل، قصف الاحتلال مجمعًا دبلوماسيًا إيرانيًا في سوريا، مما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين.
وردت إيران بإطلاق وابل كبير من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية مباشرة لمدن الكيان المحتل.
وعندما زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إيران في يوليو، خاطر الاحتلال باغتياله على الأراضي الإيرانية، الأمر الذي دفع إيران إلى الوعد بتوجيه ضربة مباشرة أخرى إلى الكيان.
المصدر: