أثار اعتقال بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تيليجرام والملياردير الروسي، جدلاً واسعًا حول حرية التعبير والأنشطة الإجرامية على الإنترنت، حيث اعتُقل دوروف في مطار بورجيه بباريس يوم السبت بناءً على مذكرة تتعلق بعدم امتثال تيليجرام لقوانين الرقابة.
وقد ورد في تقارير إعلامية أن دوروف كان في رحلة من أذربيجان إلى باريس على متن طائرته الخاصة عندما تم اعتقاله.
كما ذكرت النيابة العامة الفرنسية أن الملياردير البالغ من العمر 39 عامًا محتجز ضمن إطار تحقيق جارٍ في جرائم إلكترونية تتعلق بفشل الشركة في مكافحة استخدام المنصة لأغراض غير مشروعة، ومن جهتها، نفت تيليجرام أي تورط في مخالفات.
انتقادات واسعة
أثار الاعتقال موجة من الانتقادات، خاصة من إدوارد سنودن، الذي وصف الخطوة بأنها “اعتداء على الحقوق الأساسية للإنسان في التعبير وتكوين الجمعيات”.
كما تسبب الاعتقال في ردود فعل غاضبة من قبل مناهضي الرقابة، مثل إيلون ماسك وروبرت ف. كينيدي جونيور، الذين عبروا عن قلقهم من تقييد حرية التعبير.
وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن القرار “ليس سياسيًا”، إلا أن خبراء يتوقعون أن يكون للاعتقال تداعيات بعيدة المدى، منها تأثيرات محتملة على الاتصالات العسكرية الروسية.
ويعتبر تيليجرام من بين التطبيقات التي تعتمد على تشفير عالي المستوى، مما يجعله موضع انتقاد بسبب ضعف الرقابة على المحتوى، وهو ما أثار مخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، ورغم هذه المخاوف، فقد أصبح التطبيق أداة أساسية للتواصل في بلدان تقيّد فيها حرية التعبير.
شعبية تطبيق تيليجرام
يُعد تيليجرام تطبيقًا شائعًا للتواصل في العالم، حيث أظهرت بيانات استطلاع “ستاتيستا” أن 45% من المستجيبين في الهند يستخدمونه بانتظام، بينما يصل الاستخدام إلى نحو 40% في البرازيل، وحوالي الثلث في المكسيك وجنوب إفريقيا وإسبانيا. وعلى النقيض، يتراوح الاستخدام في دول شمال أوروبا بين 10-13%.
أما في روسيا، فقد أفاد حوالي 51% من المواطنين باستخدام التطبيق اعتبارًا من مارس 2024، وفقًا لمركز “ليفادا” الروسي لاستطلاعات الرأي.
المصدر: