في السنوات الأخيرة، أصبحت الطائرات الكهربائية موضوع حديث مثير في صناعة الطيران، حيث تعمل أكثر من 300 شركة حول العالم على تطوير هذه التكنولوجيا. ولكن شركة “بيتا تكنولوجيز” من بيرلينغتون، فيرمونت، تبرز بشكل خاص: “أعتقد أننا الشركة الوحيدة التي تطير بالأشخاص فعلياً”، كما يقول كايل كلارك، الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة. طائرتهم الكهربائية تستطيع حمل ستة أشخاص والطيران لمسافة 250 ميلاً بشحنة واحدة.
تقدم البطاريات وتأثيرها على الطائرات الكهربائية
تتحسن بطاريات الطائرات الكهربائية بشكل مستمر، بمعدل زيادة حوالي سبعة بالمئة سنوياً. هذا يعني أنه خلال سبع سنوات، يمكننا أن نضاعف مدى الطائرات الكهربائية، ومرة أخرى بعد سبع سنوات أخرى. هذه التحسينات المستمرة تجعل من الممكن أن نرى في المستقبل القريب طائرات نفاثة تعمل بالكهرباء.
الفوائد البيئية والاقتصادية للطائرات الكهربائية
تنتج الطائرات التقليدية حوالي مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، بينما الطائرات الكهربائية لا تنتج أي انبعاثات على الإطلاق، وهذا ليس سوى الفائدة الأولى لها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطائرات الكهربائية هادئة بشكل ملحوظ، حيث يمكن سماع صوت الرياح وهي تمر فوق هيكل الطائرة، مما يعطي شعوراً مشابهًا للطيران مثل الطيور.
كما أن المحركات الكهربائية أبسط بكثير من المحركات النفاثة، حيث تحتوي على عشر أجزاء فقط مقارنة بالمحركات التقليدية. هذا يجعل الطائرات الكهربائية أكثر كفاءة واقتصادية، حيث تكلف الكهرباء جزءًا صغيرًا من تكلفة الوقود النفاث.
الإقلاع العمودي: الابتكار القادم في الطيران
واحدة من أكثر الميزات المدهشة للطائرات الكهربائية هي أن بعضها لا يحتاج إلى مدرج للإقلاع. الطائرات المعروفة بـ “eVTOL” (الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي) تستطيع الإقلاع بشكل عمودي والتحليق للأمام كأي طائرة عادية. على سبيل المثال، تقوم شركة “Archer Aviation” بتطوير “سيارات أجرة طائرة” تستخدم مراوح متعددة للإقلاع العمودي، ومن ثم التحليق للأمام بفعالية.
التحديات التنظيمية
رغم كل هذه المزايا، ما زالت الطائرات الكهربائية تواجه عقبات كبيرة، أهمها الحصول على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية (FAA). حيث أن هذه الإدارة مسؤولة عن ضمان أمان جميع الطائرات قبل السماح لها بالطيران، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.
مستقبل الطائرات الكهربائية
بينما تركز الشركات على تطوير الطائرات الكهربائية لنقل البضائع والخدمات الطبية، يتوقع الخبراء أن تصبح الطائرات الذاتية القيادة واقعاً في المستقبل القريب. ومع ذلك، في المدى القريب، ستظل الطائرات بحاجة إلى طيارين حتى تحصل على الموافقة الكاملة من الجهات التنظيمية.
خاتمة
بينما يتقدم العالم نحو مستقبل أكثر استدامة، تبرز الطائرات الكهربائية كأحد الابتكارات التي قد تغير وجه الطيران إلى الأبد. ومع جهود شركات مثل “بيتا تكنولوجيز” و”Archer Aviation”، يبدو أن هذا المستقبل ليس بعيدًا. الطائرات التي كانت تبدو كخيال علمي قبل سنوات قليلة فقط، أصبحت الآن حقيقة وشيكة تقترب من أجوائنا.