سياسة

التوغل في كورسك.. مغامرة أوكرانية أم استدراج روسي؟

كورسك

كشف الباحث في العلاقات الأوروبية – الروسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، عن مدى نجاح روسيا في استدراج أوكرانيا في كورسك.

وقال خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “من هذه الزاوية قد تكون أوكرانيا دخلت بالفعل في مغامرة تجعلها تحصل على مكاسب قصيرة الأجل خلال هذه العملية في كورسك والنصر الإعلامي والرسائل لروسيا وإظهار نقاط ضعفها”.

وأضاف: ” في مقابل خسائر طويلة الأجل في الشرق الأوكراني مازالت مستمرة، في ظل عدم التأثر الروسي حتى اليوم بهذا التوغل في أراضيها”.

وتابع جاسم: “وبالتالي الأهداف المعلنة في عملية كورسك لم تتحقق، ولكن على المدى البعيد لا نعلم حتى الآن الأهداف الكاملة لتلك العملية”.

وأشار إلى أن قائد العملية العسكرية الأوكرانية قال من قبل أن تلك العملية هي مرحلة من مراحل عديدة ستتكشف لاحقًا.

وأوضح جاسم: “كما قلت من قبل الأهداف كبيرة لكن الواضح حتى الآن أنه لا توجد صورة كاملة لأين ستتجه الأمور، لأنها عملية تكتيكية إذا لم تتمكن من تشتيت الموارد الروسية وإجبار روسيا على نقل قواتها من جبهات أخرى فهي لم تحقق الهدف الأكبر وقد تتحول إلى عملية لاستنزاف أوكرانيا ذاتها”.

واستكمل: “بحيث أنها تركت جبهات أخرى أكثر أهمية بنقل قوات أكثر قدرات عسكرية وخبرة لتقوم تلك العملية الخاطفة”.

أهداف أوكرانيا من التوغل في كورسك

يقول الباحث في العلاقات الأوروبية – الروسية إنه حتى الآن من غير الواضح تمامًا الأهداف الكاملة لتوغل أوكرانيا في كورسك داخل الأراضي الروسية.

وأضاف: “من التصريحات الرسمية بدأت تتضح بعض الأهداف مثل تبادل الأسرى، إذ إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي صرح بأن صندوقهم لتبادل الأسرى يُجري تحديثًا باستمرار، بالإضافة لطرح مقترح المنطقة الآمنة وتخفيف الضغط والهجمات الروسية على خاركيف والمدن المقابلة للحدود الروسية.

وتابع الجاسم: “هناك تعويل أوكراني أن تقوم روسيا بنقل موارد لها من جبهات أخرى أكثر أهمية خصوصًا الدونباس التي تحقق روسيا فيها في هذه الأثناء تقدمًا ثابتًا”.

ولفت إلى أن أوكرانيا أعادت من هذه المناورة بالزخم إلى الصراع، وأيضًا أعادت الثقة من التحالف الغربي وخصوصًا الولايات المتحدة في قواتها بإحداث النصر وقدرتها على نقل المعركة من الأراضي الأوكرانية إلى الأراضي الروسية.

واختتم: “عامل آخر هو تشتيت الانتباه عن جبهة أخرى ربما تشتعل لاحقًا وهي شبه جزيرة القرم المعروف أهميته بالنسبة لروسيا وأوكرانيا، وقد تعمل أوكرانيا من خلال تشتيت الانتباه نحو كورسك بشن هجمات عليها”.

المصدر: الإخبارية