سياسة

غزة وأوكرانيا والهجرة والمناخ.. ما موقف كامالا هاريس من هذه القضايا؟

منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، حظيت نائبة الرئيس كامالا هاريس بتأييد واسع النطاق من استطلاعات الرأي والتجمعات النشطة.. ولكن إلى جانب هذه المشاعر الإيجابية، فما موقفها من أبرز القضايا التي تهم الأمريكيين؟

رغم أنها لم تعلن بعد عن برنامج شامل، فإن عملها كعضو في مجلس الشيوخ ومدعية عامة في ولاية كاليفورنيا، وترشحها للرئاسة في عام 2020 ودورها اللاحق في البيت الأبيض، تقدم تلميحات حول موقف السيدة هاريس في عدد من مجالات السياسة.

على مر السنين، تغيرت بعض مواقفها، وحتى الأشخاص المقربين منها اعترفوا بأنها واجهت صعوبة في تعريف نفسها في بعض الأحيان.

لكن عندما قبلت ترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب في شيكاغو، بذلت جهدًا لمقارنة رؤيتها لأمريكا مع منافسها الجمهوري، دونالد ترامب.

الهجرة

تغير موقف السيدة هاريس بشأن الحدود بمرور الوقت، ففي عام 2020، أثناء حملتها الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، تبنت مواقف تقدمية إلى حد ما، مثل الوعد بإغلاق مراكز احتجاز المهاجرين.

في عام 2021، طلب السيد بايدن من السيدة هاريس، بصفتها نائبة للرئيس، الإشراف على الجهود الدبلوماسية بشأن قضايا الهجرة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

وقد وصفها العديد من الجمهوريين بأنها “قيصرة الحدود”، ولكن تم تكليفها على وجه التحديد بالعمل مع دول أمريكا الوسطى لمعالجة “الأسباب الجذرية” وراء فرار الناس إلى الولايات المتحدة.

وكجزء من هذا الجهد، أعلنت في عام 2023 أنها ساعدت في جمع حوالي 3 مليارات دولار -معظمها من شركات خاصة- للاستثمار في المجتمعات في المنطقة، على أمل توفير الفرص التي من شأنها أن تجعل الهجرة إلى الولايات المتحدة أقل جاذبية.

وفي وقت سابق من هذا العام، ساعدت في الجهود المبذولة لإقرار اتفاق أمني حدودي متشدد بين الحزبين كان من شأنه أن يشمل مئات الملايين من الدولارات لبناء الجدار الحدودي.

لكن ترامب ساعد في قتل الاتفاق ، متهماً سياسات بايدن الحدودية بالتسبب في “الموت والدمار والفوضى في كل مجتمع أمريكي”.

قالت السيدة هاريس في خطاب قبولها في المؤتمر الوطني الديمقراطي إنها “ستعيد مشروع قانون أمن الحدود الذي رفضه (ترامب). وسأوقع عليه ليصبح قانونًا”.

 

مساعدات الناتو وأوكرانيا

في حين ركزت معظم حياتها المهنية المبكرة على ولاية كاليفورنيا، إلا أنه منذ انتقالها إلى واشنطن كعضو في مجلس الشيوخ في عام 2017، أصبحت السيدة هاريس أكثر مشاركة على الساحة العالمية.

وباعتبارها عضوًا في مجلس الشيوخ، سافرت إلى أفغانستان والعراق والأردن وإسرائيل، وباعتبارها نائبة للرئيس، التقت بـ150 من زعماء العالم وزارت 21 دولة.

وقد حضرت مؤتمر ميونيخ للأمن في العام الماضي، وألقت كلمة دعماً لتحالف الأمن الغربي المعروف باسم الناتو والذي استنكر الانعزالية.

كما تعهدت بدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا “طالما استغرق الأمر”، ومثلت السيدة هاريس الولايات المتحدة في يونيو في “مؤتمر السلام” الذي عقدته أوكرانيا في سويسرا حيث أكدت دعم واشنطن.

وأشارت في خطابها أمام المؤتمر الوطني الديمقراطي إلى أنها التقت بالرئيس فولوديمير زيلينسكي قبل خمسة أيام من إصدار الكرملين أمر غزو أوكرانيا “لتحذيره من خطة روسيا للغزو”، وقالت إنها ساعدت في “حشد استجابة عالمية”.

وفي خطابها تعهدت أيضًا بضمان أن “تفوز أمريكا  وليس الصين بالمنافسة على القرن الحادي والعشرين” وأن “نعزز – وليس نتنازل – عن قيادتنا العالمية”.

 

حرب إسرائيل وحماس

كانت السيدة هاريس من المدافعين منذ فترة طويلة عن حل الدولتين، كما دعت إلى إنهاء الحرب في غزة.

وباعتبارها رئيسة، قالت خلال خطاب قبولها عضوية الحزب الديمقراطي إنها ستضمن “أمن إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن، وانتهاء المعاناة في غزة، وتمكن الشعب الفلسطيني من إدراك حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير”.

أثناء عملها كنائبة للرئيس، كانت أكثر انفتاحًا على انتقاد إسرائيل خلال الحرب بين إسرائيل وغزة من بايدن.

وكانت من أوائل أعضاء الإدارة الذين دعوا إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، وأعربت عن مخاوفها بشأن “الكارثة الإنسانية للفلسطينيين” واتهمت إسرائيل بإنهاء الصراع.

وأجرت ما وصفته بمحادثات “صريحة وبناءة” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما زار واشنطن في يوليو/تموز.

وقالت إنها أبلغت نتنياهو بأنها تشعر “بمخاوف جدية” بشأن سقوط ضحايا في غزة وأن الطريقة التي تدافع بها إسرائيل عن نفسها مهمة.

وقالت بعد محادثات وجهاً لوجه في البيت الأبيض: “لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”.

ولكنها لم تدعم فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل، على الرغم من مطالبة البعض في اليسار الأميركي بذلك.

وفي المؤتمر، قالت إنها “ستدافع دائمًا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسأضمن دائمًا أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها”.

 

المناخ

دعت السيدة هاريس منذ فترة طويلة إلى إصدار قوانين صارمة لحماية البيئة، وباعتبارها مدعية عامة، دافعت السيدة هاريس عن قوانين المناخ في كاليفورنيا ورفعت دعاوى قضائية ضد شركات النفط بسبب الأضرار البيئية.

كما دعت إلى تبني سياسات تغير المناخ من خلال “الصفقة الخضراء الجديدة” خلال حملتها الرئاسية لعام 2020 – والتي تحقق بعضها في ظل الإدارة الحالية.

خلال مناظرة رئاسية على شبكة سي إن إن في عام 2019، قالت : “لا شك أنني أؤيد حظر التكسير الهيدروليكي”، وهي تقنية لاستخراج الغاز والنفط من الصخر الزيتي. وقد تراجعت عن موقفها منذ ترشحها للرئاسة في عام 2024.

باعتبارها نائبة للرئيس، ساعدت في تمرير قانون خفض التضخم، الذي ضخ مئات المليارات من الدولارات إلى برامج الائتمان الضريبي واسترداد الضرائب على الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية.

وفي العام الماضي، أشارت في خطاب لها إلى أن هذا يشكل “أكبر استثمار مناخي في تاريخ أمتنا” وأكدت على الحاجة إلى الحماية من الطقس المتطرف.

لقد ذكرت المناخ بشكل موجز في خطاب قبولها في المؤتمر الوطني الديمقراطي: “الحرية في تنفس الهواء النظيف، وشرب الماء النظيف، والعيش خاليًا من التلوث الذي يغذي أزمة المناخ”.