علوم

علمياً.. هل حقاً ينجذب المتضادان في العلاقات؟

غالبًا ما تصور الأفلام الرومانسية والروايات الحب والعلاقات على أنه لقاء بين شخصين متناقضين تمامًا، ولكن هل يعكس هذا الواقع؟ في الحقيقة، الأبحاث العلمية تشير إلى العكس. على مدى العقود الماضية، أظهرت العديد من الدراسات أن الناس يميلون إلى اختيار شركاء يشبهونهم في العديد من الصفات. ويبدو أن هذه التشابهات تزيد من احتمالية استمرارية العلاقات.

تقول إيريكا سلوتير، عالمة النفس في جامعة فيلانوفا في ولاية بنسلفانيا: “عندما يتحدث الناس عن جذب الأضداد، فإنهم يفكرون في زوج أو زوجة يعرفونهما لا يملكان الكثير من القواسم المشتركة، ولكن هذه الحالات عادة ما تكون استثناءً وليس قاعدة”. وتضيف: “التشابه لا يزال مؤشرًا قويًا على الجذب”، حسبما أفاد “لايف ساينس“.

هل حقًا ينجذب الأضداد في العلاقات العاطفية؟

في مراحل تكوين العلاقة، يلعب التشابه دورًا رئيسيًا. فعندما ينظر الباحثون إلى تفضيلات الأشخاص، أو الصفات التي يقولون إنهم يبحثون عنها في شريك حياتهم، نجد أن معظم الناس يفضلون الشركاء الذين يشبهونهم. وينطبق هذا على جميع أنواع الصفات، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والدين، والتوجه السياسي، والهوايات.

وعند النظر إلى البيانات حول العلاقات طويلة الأمد، يبدو أن التشابه يظل مسيطرًا. قادت الباحثة تانيا هورويتز من جامعة كولورادو بولدر دراسة على هذه الاتجاهات من خلال تحليل الأدبيات السابقة ومجموعات البيانات السكانية الكبيرة. وخلصت النتائج، التي نُشرت في مجلة “نيتشر هيومن بيهيفيور” في عام 2023، إلى أن ما يصل إلى 89% من الصفات بين الشركاء كانت مترابطة إيجابيًا.

“نسخة مطابقة”

لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الشخص سيجد شريك حياته نسخة مطابقة له. فإحدى الصفات التي تميل إلى الاختلاف بين الشركاء هي كيفية التصرف في التفاعلات الاجتماعية، أو ما يُعرف بالسيطرة الاجتماعية. وتبين أن الشركاء الذين يختلفون في هذا الجانب يميلون إلى السعادة أكثر من أولئك الذين يتشابهون.

وفي النهاية، يمكن أن يتقارب الشركاء بمرور الوقت، وهو ما يُعرف بظاهرة “التقارب”، حيث يمكن أن يتغير السلوك والعادات مع الوقت لتعزيز الجاذبية المتبادلة في العلاقة.

تشير الدراسات أيضًا إلى أن الشعور بالانجذاب والرضا يعتمد على ما إذا كان الأشخاص في العلاقة يرون شركائهم متشابهين معهم. تقول سلوتير: “الأمر يتعلق بالحكم الذاتي الذي تتخذه. إذا شعرت أن هذا الشخص يشبهك، فاتبع قلبك، لأن هذا هو ما يبدو أنه الأهم”.

اقرأ أيضاً: