في حادث مأساوي قبالة سواحل صقلية، غرقت السفينة الفاخرة “بيزيان” في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين بعد أن ضربتها عاصفة شديدة أدت إلى انقلابها. كانت السفينة تقل 22 شخصًا، معظمهم من البريطانيين، بالإضافة إلى ركاب من جنسيات أخرى.
تفاصيل الحادث
كانت السفينة “بيزيان”، التي ترفع العلم البريطاني، ترسو بالقرب من ميناء بورتيتشيلو عندما بدأت العاصفة المفاجئة. وفقًا للشهود، تسببت العاصفة في تحطيم الصاري، مما أدى إلى غرق السفينة. كانت الرياح القوية والأمطار الغزيرة تجعل الأمر شبه مستحيل للركاب الطفو في البحر الهائج.
القصة المؤثرة لأم وطفلتها
من بين الناجين شارلوت جولونسكي، التي روت قصتها المؤثرة بعد أن كادت تفقد ابنتها الصغيرة صوفيا، البالغة من العمر عام واحد. قالت شارلوت: “في لحظة، فقدت قبضتي على ابنتي في البحر، ولكن بفضل الله، استعدت قبضتها بسرعة. كانت تلك اللحظات مرعبة، والبحر كان في قمة غضبه”.
الناجون والمفقودون بين الأمل والأسى
تم إنقاذ 15 شخصًا من السفينة الغارقة، بما في ذلك والدة صوفيا، شارلوت، ووالدها جيمس. تم نقل العائلة إلى المستشفى في باليرمو، حيث تم الإبلاغ عن أن حالة الطفلة ووالدتها جيدة نسبيًا رغم بعض الإصابات الطفيفة.
إلا أن الحادث خلف أيضًا مأساة أخرى؛ من بين المفقودين مايك لينش، المستثمر البريطاني البارز الذي عرف بلقب “بيل غيتس البريطاني”، وابنته البالغة من العمر 18 عامًا. كما فقد أثر اثنين من الأمريكيين وآخرين من جنسيات مختلفة، ولا تزال جهود البحث والإنقاذ جارية.
مايك لينش: من الابتكار إلى الكارثة
الملياردير مايك لينش أو بيل جيتس بيريطانيا كما يطلق عليه في عداد المفقودين حتى الآن.. ولا زالت عمليات البحث جارية عنه. كان لينش قد تصدر العناوين في الآونة الأخيرة بعد معركة قانونية دامت 12 عامًا حول بيعه لشركته “أوتونومي” إلى شركة “هيوليت باكارد” في صفقة قيمتها 11 مليار دولار. كان لينش يأمل بالعودة إلى حياته العائلية والابتكار بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه في يونيو 2024.
تفاصيل السفينة والظروف الجوية
تم تصنيع اليخت “بيزيان” في عام 2008 من قبل شركة “بيريني نافي” الإيطالية، ويبلغ طوله 56 مترًا. السفينة كانت واحدة من أكثر اليخوت شهرة، مع صاري يبلغ ارتفاعه 72.27 مترًا، ما جعلها واحدة من أعلى السفن في العالم. تشير التقارير إلى أن العاصفة التي تسببت في غرق السفينة كانت نتيجة لظروف جوية قاسية.. شهدتها صقلية مؤخرًا، حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة في البحر المتوسط إلى تعزيز قوة العواصف، وهو ما جعل المياه دافئة بشكل غير معتاد، ما ساهم في تشكيل الأعاصير المائية.
ختامًا
ما زالت عمليات البحث والإنقاذ مستمرة للعثور على المفقودين، بينما يواصل المحققون بحثهم في أسباب الحادث. هذه المأساة تذكرنا مرة أخرى بخطورة التغيرات المناخية وأثرها على الحياة البشرية، كما تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية في قصص النجاة والمعاناة التي تحدث خلال الكوارث.