أصبح عباس عراقجي، حديث الساحة الدولية مؤخرًا بعد تولى منصب وزير الخارجية في إيران، ليواصل مسيرته طويلة في العمل السياسي، برز فيها منذ دوره الكبير في المفاوضات النووية.
يجمع عراقجي بين الحنكة السياسية والخبرة العميقة في العلاقات الدولية، مما يجعله شخصية مؤثّرة في توجيه السياسة الخارجية الإيرانية في مرحلة تشهد تحولات كبيرة على الساحة الدولية.
شغل عراقجي، سابقًا منصب كبير المفاوضين في المناقشات النووية بين طهران والقوى العالمية من عام 2013 إلى عام 2021، حث تشمل مسيرته الدبلوماسية الواسعة مناصب سفير إيران لدى تركيا واليابان، بالإضافة إلى منصب نائب وزير الخارجية لآسيا والمحيط الهادئ لمدة عامين.
كما شغل لفترة وجيزة منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية في عام 2013.
وخلال فترة تولي محمد جواد ظريف منصب وزير الخارجية، كان عراقجي شخصية رئيسية في الوزارة، حيث شغل نائب الوزير للشؤون القانونية والدولية ونائب الوزير للشؤون السياسية. كما حصل على درجة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة كنت.
بداية مسيرته
التحق عراقجي بوزارة الخارجية في عام 1988، فبدأ صعوده داخل المؤسسة الدبلوماسية الإيرانية. وقادته مسيرته الدبلوماسية إلى فنلندا (1999-2002) واليابان (2007-2011)، حيث عمل سفيراً لإيران.
لكن صعوده الحقيقي كان في عهد محمود أحمدي نجاد عندما انخرط في المفاوضات النووية الإيرانية.
في البداية، خدم عراقجي في دور داعم تحت قيادة علي لاريجاني، الذي كان يقود المحادثات، لكن فترة لاريجاني قصيرة الأجل، ثم تحالف مع سعيد جليلي الذي تولى بعده المفاوضات، قبل أن يفشل أيضًا كسابقه ويتولى عراقجي كبديل أكر كفاءة.
وعندما تم تعيين حسن روحاني رئيسًا في عام 2013، كانت إحدى أولى خطواته الرئيسية في السياسة الخارجية هي تحويل مسؤولية المفاوضات النووية من المجلس الأعلى للأمن القومي إلى وزارة الخارجية تحت قيادة محمد جواد ظريف. كان هذا نقطة تحول بالنسبة لعراقجي، الذي وضع نفسه فعليًا كلاعب حاسم في المحادثات النووية.
احتفظ ظريف بعراقجي في فريق التفاوض، معترفًا بمشاركته وخبرته العميقة، على الرغم من الانتقادات من مختلف الفصائل والتي رأت أن عراقجي ملوث بارتباطه بنهج جليلي الفاشل.
واستمر صعود عراقجي في عهد الرئيس حسن روحاني، الذي عينه نائبًا لوزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية في عام 2013، ودفعه هذا الدور إلى صدارة المفاوضات التي بلغت ذروتها في خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2015.
لكن مسيرة عراقجي واجهت اضطرابات كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما سبب في الكثير من العراقيل، قبل أن يعود للساحة مرة أخرى من خلال منصبه الجديد.