يواجه السودان أزمة صحية حادة، حيث أعلنت البلاد عن تفشّي وباء الكوليرا وسط استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع والظروف الجوية القاسية.
وأعلن وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم، عن تفشي الوباء في 18 أغسطس، مشيرًا أن هطول الأمطار الغزيرة ومياه الشرب الملوثة مثّلت العوامل الرئيسية لتفشي المرض.
السودان تكافح لمواجهة أزمة جديدة
تم اكتشاف فيروس الكوليرا في السودان بعد هطول أمطار غزيرة على أجزاء من ولاية كسلا، مما دفع السلطات الصحية ووكالات الأمم المتحدة والخبراء إلى إعلان الوضع مقلقًا.
وقال هيثم إبراهيم: “نعلن وباء الكوليرا بسبب الطقس وتلوث مياه الشرب”.
ويؤدي هذا الوباء إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي استمرت منذ أبريل 2023.
وأدى الصراع إلى معاناة أكثر من 25 مليون شخص من الجوع الحاد، حيث تكافح مجتمعات بأكملها من أجل البقاء.
وتشير التقارير إلى إعلان المجاعة في مخيم زمزم الواقع داخل دارفور، حيث يبحث آلاف النازحين عن المأوى والاحتياجات الأساسية.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة مؤخرًا من أن السودان على شفا كارثة بسبب المجاعة والفيضانات المدمرة.
وأدت الأمطار الغزيرة إلى نزوح واسع النطاق، حيث شكلت المجتمعات مخيمات مؤقتة حيث تتفشى الأمراض.
ويعاني الأطفال، وهم معرضون للخطر بشكل خاص، بشدة من أمراض الإسهال، التي تتفاقم بشكل كبير بسبب الكوليرا.
ما نعرفه عن مرض الكوليرا
يعرف الكوليرا بأنه مرض إسهال حاد يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا ترك دون علاج.
ويرتبط مرض الكوليرا بالفقر، حيث يصيب الأشخاص الذين لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي الأساسية.
كما تعد الصراعات والتوسع الحضري غير المخطط له وتغير المناخ من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا.
وقد قدر الباحثون أنه يوجد كل عام ما بين 1.3 إلى 4 مليون حالة إصابة بالكوليرا، و21000 إلى 143000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب الكوليرا.
ويمكن علاج معظم المصابين الذين ليس لديهم أعراض أو لديهم أعراض خفيفة بنجاح بمحلول معالجة الجفاف عن طريق الفم، بينما تحتاج الحالات الشديدة إلى علاج سريع بالسوائل الوريدية والمضادات الحيوية.
ويعد توفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي الأساسي وممارسات النظافة أمرًا بالغ الأهمية لمنع ومكافحة انتقال الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه.
وينبغي استخدام لقاحات الكوليرا عن طريق الفم بالتزامن مع التحسينات في المياه والصرف الصحي للسيطرة على تفشي الكوليرا والوقاية في المناطق المعروفة بأنها معرضة لخطر الإصابة بالكوليرا.
من الجدير بالذكر أنه تم إطلاق استراتيجية عالمية لمكافحة الكوليرا، في عام 2017، تستهدف الحد من الوفيات الناجمة عن هذه الحالية بنسبة 90% بحلول عام 2030.
المصادر: