يستعد الحزب الديمقراطي الأمريكي لعقد مؤتمره في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس الجاري لإعلان ترشيح كاميلا هاريس لرئاسة الولايات المتحدة.
وستقبل “هاريس” ترشيح الحزب لها، في إجراءات شكلية، بينما يتضمن جدول فعاليات المؤتمر الديمقراطي خطابات لشخصيات بارزة، بينها باراك أوباما وبيل كلينتون وجو بايدن.
وقع اختيار الحزب على شيكاغو لعقد المؤتمر، في الوقت الذي يخشى فيه الديمقراطيون وقوع كارثة مشابهة لما حدث في نفس المدينة قبل ما يزيد عن 5 عقود.
احتفالات “هاريس” مُهدّدة باحتجاجات غزة
أقيم المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968 في شيكاغو أيضًا، بالتزامن مع سلسلة من أعمال الشغب بعد الاغتيالات المتتالية لمارتن لوثر كينغ جونيور والمرشح الرئاسي روبرت كينيدي قبل أشهر قليلة.
كانت التوترات المتصاعدة على وشك الغليان عندما تظاهر الآلاف بينما يجتمع السياسيون في شيكاغو في أغسطس 1968 لاختيار المرشح الديمقراطي التالي للرئاسة.
يحكي كريج سوتر، الذي كان طالبًا للفلسفة بجامعة إنديانا آنذاك أنه تعرض لصدمة مما رآه فور وصوله لمقر عقد المؤتمر، حيث شاهد رجال الحرس الوطني يحملون الحراب، والمتظاهرين يتم انتزاعهم من السيارات أو ضربهم بهراوات الشرطة، وسحب كثيفة من الغاز المسيل للدموع تهب وسط حشود الآلاف.
يتذكر سوتر الذي يعمل الآن أستاذًا في جامعة “ديبول” في شيكاغو قائلاً: “كنا في الغالب أطفالاً من الطبقة المتوسطة، أو رجال أعمال كانوا هناك يرتدون البدلات، ويحتجون على حرب فيتنام، ولم نعتقد قط أن الشرطة ستهاجم مجموعة غير مسلحة من الناس الذين كانوا يغنون ويهتفون فقط”.
في نهاية المطاف، تم اعتقال أكثر من 600 متظاهر وإصابة نحو 100 متظاهر، 119 ضابط شرطة.
وسرعان ما ظهرت مشاهد الاشتباكات العنيفة في شوارع وحدائق شيكاغو على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء البلاد والعالم، تاركة صورة لا تنسى لأمريكا في حالة من الفوضى.
دفعت عودة مؤتمر الحزب الديمقراطي إلى شيكاغو في عام 2024 الكثيرين إلى النظر إلى عام 1968 وعقد أوجه التشابه بينهما.
وكما كان الحال في ذلك الوقت، ستكون هناك احتجاجات مناهضة للحرب، وهذه المرة ضد دعم إدارة بايدن الاحتلال في حربه في غزة.
تعهدت شرطة شيكاغو بالسماح للمتظاهرين بممارسة حرية التعبير خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي القادم، بشرط أن يفعلوا ذلك بشكل قانوني.
ويقول بعض المشاركين في التخطيط للاحتجاجات المناهضة لحرب غزة في المؤتمر الوطني الديمقراطي القادم إنهم يستلهمون عمل النشطاء السابقين منذ ما يقرب من 60 عامًا.
قال حاتم أبو دية، المتحدث باسم التحالف الذي سيشارك في المؤتمر الوطني الديمقراطي: “هذه هي حرب فيتنام في عصرنا، فالهجمات على حركتنا وطلابنا ومنظماتنا تشبه الهجمات على الحركة التي كانت تحاول إيقاف الحرب عام 1968”.
ويضم التحالف أكثر من 200 منظمة مشاركة في الاحتجاجات، وقال المتحدثون باسمه إنه من المتوقع مشاركة “عشرات الآلاف”.
ودفع حجم الاحتجاجات إدارة شرطة شيكاغو إلى التحذير من أنها لن تتسامح مع “الجهات الفاعلة العنيفة” أو حوادث التخريب أو الإجرام.
ومع ذلك، لا يعتقد أبو دية أن العنف هو نتيجة حتمية، قائلاً إنه “لا يوجد دليل على أي أعمال عنف، على مدى 10 أشهر من الاحتجاجات التي نظمها التحالف أو الجماعات الأعضاء فيه منذ بدء الصراع في الشرق الأوسط”.
المصادر: