سياسة

عفو ملكي عن سياسي تايلاندي مثير للجدل

تاكسين شيناواترا، رئيس وزراء تايلاند السابق، تم إطلاق سراحه من السجن بعفو ملكي بعد أن قضى فترة قصيرة في السجن نتيجة لعدة تهم فساد. هذا العفو جاء تكريمًا لعيد ميلاد الملك مها فاجيرالونغكورن، مما أنهى فترة الإفراج المشروط لتاكسين قبل موعدها المحدد. هذا القرار ليس مفاجئًا بالنظر إلى عودة تاكسين إلى الحياة السياسية في أغسطس 2023 بعد 15 عامًا من المنفى في دبي.

خلفية تاكسين شيناواترا السياسية

يعتبر تاكسين أحد أكثر الشخصيات السياسية تأثيرًا في تايلاند في العقود الأخيرة. تولى منصب رئيس الوزراء من عام 2001 حتى 2006، حين أُطيح به في انقلاب عسكري. حاز تاكسين على دعم كبير من سكان المناطق الريفية بفضل سياساته التي ركزت على تحسين معيشتهم. فقد قدّم مبادرات تنموية تهدف إلى توفير الرعاية الصحية المجانية والمشروعات الصغيرة للأسر الريفية. لكنه في المقابل، كان هدفًا لانتقادات شديدة من الطبقات الحضرية والنخب الملكية، التي اعتبرته رأسماليًا جشعًا واستغلاليًا.

الحياة في المنفى

بعد الإطاحة به، واجه تاكسين عدة تهم بالفساد وإساءة استخدام السلطة. هرب إلى دبي في 2008 بحجة عدم حصوله على محاكمة عادلة، وظل في المنفى لمدة 15 عامًا. خلال هذه الفترة، استمر تاكسين في التأثير على السياسة التايلاندية من الخارج، بما في ذلك دعم حملات أسرته السياسية. ورغم وجوده في المنفى، فقد تمت محاكمته غيابيًا وحُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهم تتعلق بالفساد وإساءة استخدام السلطة.

عودة تاكسين

عاد تاكسين إلى تايلاند في أغسطس 2023 لأول مرة منذ 15 عامًا، حيث استقبله الآلاف من المؤيدين وعائلته. فور وصوله إلى بانكوك، تم احتجازه ونقله إلى السجن لقضاء مدة الحكم الصادرة بحقه. ومع ذلك، في سبتمبر 2023، قام الملك مها فاجيرالونغكورن بتخفيف عقوبته من ثماني سنوات إلى سنة واحدة فقط، مما سمح لتاكسين بقضاء فترة قصيرة في السجن.

انتخاب بايتونغتارن شيناواترا كرئيسة وزراء

جاء العفو الملكي في وقت حساس حيث تم انتخاب بايتونغتارن شيناواترا، ابنة تاكسين، كرئيسة للوزراء في تايلاند بعد حصولها على تأييد نحو ثلثي أعضاء البرلمان. هذه الخطوة تعزز من نفوذ عائلة شيناواترا في السياسة التايلاندية، حيث تُعتبر بايتونغتارن ثالث فرد من الأسرة يشغل هذا المنصب، بعد والدها وعمتها ينجلوك شيناواترا.

مستقبل السياسة التايلاندية

العفو الملكي لتاكسين وعودة أسرته إلى الساحة السياسية يعيدان تشكيل الخريطة السياسية في تايلاند. مع تولي ابنته منصب رئاسة الوزراء، تستمر عائلة شيناواترا في السيطرة على المشهد السياسي. ومع ذلك، يبقى السؤال قائمًا حول كيفية توازنها بين رغبات الطبقات الشعبية والنخب الملكية التي كانت دائمًا تعارض تاكسين وأسرته.

خاتمة

قصة تاكسين شيناواترا ليست فقط عن رجل سياسي مؤثر، بل عن صراع طويل بين الطبقات المختلفة في المجتمع التايلاندي. العفو الملكي الذي حصل عليه يمثل فصلاً جديدًا في مسيرته السياسية، وقد يكون له تأثير كبير على مستقبل تايلاند السياسي في السنوات القادمة.