أحداث جارية

هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية: تحليل شامل

في الساعات الأولى من يوم 6 أغسطس 2024، شنّت القوات الأوكرانية هجومًا مفاجئًا على منطقة كورسك الروسية. هذا الهجوم يُعد أكبر اختراق عسكري لأراضي روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.. ما أثار تساؤلات حول فاعلية الدفاعات الروسية وجاهزية استخباراتها لمواجهة مثل هذه التهديدات.

الأحداث الميدانية

قبل بداية الهجوم، لم تكن هناك إشارات واضحة من موسكو بأن أي شيء كان غير عادي. بل على العكس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن منح جوائز لجنودها الذين شاركوا في معركة سابقة في شرق أوكرانيا. ومع بداية الهجوم، انتشرت حالة من الذعر بين السكان المحليين في كورسك، رغم المحاولات المتكررة من السلطات لطمأنتهم بأن الأوضاع تحت السيطرة.

الانهيار الاستخباراتي

أحد الأسباب الرئيسة لنجاح الهجوم الأوكراني هو فشل الاستخبارات الروسية في الكشف عن التحركات الأوكرانية. وفقًا للخبير العسكري الفرنسي يوهان ميشيل، كانت لدى الروس ثقة مفرطة بأن أوكرانيا لن تقدم على خطوة جريئة كهذه نظرًا للوضع المعقد في الجبهات الأخرى. ولكن، هذه الثقة أدت إلى تفاجؤ القيادة الروسية وتحملها خسائر كبيرة في الأيام الأولى من الهجوم.

الرد الروسي المتأخر

على الرغم من أن الدفاعات الروسية حاولت التصدي للهجوم، إلا أن الأوكرانيين نجحوا في التوغل داخل أراضي كورسك. لم يتم الرد الفعلي من القيادة الروسية إلا بعد مرور ساعات طويلة، حيث بدأت تصريحات حذرة تتدفق من المسؤولين حول الوضع في المنطقة. وفي النهاية، حاول الرئيس فلاديمير بوتين والقائد العام للقوات المسلحة فاليري جيراسيموف طمأنة الشعب الروسي بأن القوات قد صدت الهجوم بنجاح، ولكن دون تقديم تفاصيل دقيقة حول حجم الخسائر أو الوضع الفعلي على الأرض.

تداعيات الهجوم على الحرب

يمثل هذا الهجوم نقطة تحول هامة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت أوكرانيا في إثبات قدرتها على تنفيذ هجمات عابرة للحدود وتهديد الأراضي الروسية. لكن المخاطر التي ترافق هذا الهجوم عالية، إذ إن التصعيد في كورسك قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الجبهات الأخرى. وقد أكدت أوكرانيا أن أحد أهدافها من هذا الهجوم هو تشتيت القوات الروسية في الجبهة الشرقية.

تقييم الاستعدادات الدفاعية الروسية

على الرغم من تصريحات المسؤولين الروس بأن الحدود في كورسك كانت محمية بشكل جيد، إلا أن الأدلة على الأرض تظهر عكس ذلك. فقد تعرضت التحصينات، بما في ذلك “أسنان التنين” المضادة للدبابات، للاختراق بسهولة نسبية من قبل القوات الأوكرانية. وتعتمد هذه التحصينات على قوات ضعيفة التدريب ووجود تنسيق ضعيف بين الأجهزة الأمنية المختلفة.

الفشل في التواصل والسيطرة

خلال الساعات الأولى من الهجوم، حاولت السلطات المحلية في كورسك طمأنة السكان.. من خلال نشر تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة. ولكن، مع تصاعد الأزمة وتدفق المدنيين خارج المدن المتضررة، أصبح من الواضح أن هناك فشلًا كبيرًا في التنسيق بين مختلف الجهات المعنية. وحتى بعد مرور أيام على الهجوم، كانت هناك تقارير عن اختفاء بعض المدنيين وسط الفوضى.

خلاصة

الهجوم الأوكراني على كورسك يعد تطورًا خطيرًا في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.. كذلك يكشف عن نقاط ضعف كبيرة في الدفاعات الروسية. في حين أن القيادة الروسية تحاول التقليل من شأن الهجوم، إلا أن النتائج على الأرض تشير إلى أن الحرب قد تأخذ مسارًا جديدًا مع تصاعد العمليات داخل الأراضي الروسية نفسها.