يُثير الإضراب المفتوح الذي دخله عمال مصنع “بي إتش بي” الذي يُدير منجم إسكونديدا الضخم لإنتاج النحاس في عاصمة تشيلي، سانتياغو، القلق من مصير صناعة النحاس العالمية.
وأدى الإضراب في المنجم الذي يُعتبر الأكبر في العالم إلى شل حركة الإنتاج، ودفع أسعار النحاس إلى مزيد من الارتفاع.
وخلال عام 2023، أنتج المنجم نحو 5% من النحاس في العالم، ويسعى في الوقت الحالي لزيادة الإنتاجية بهدف الحصول على المزيد من الأرباح.
وأعلن العمال إضرابهم بسبب مطالبتهم بالحصول على نسبة أكبر من الأرباح السنوية لإنتاج النحاس، والتي زادت مع الارتفاعات الأخيرة للأسعار خلال الفترة الماضية.
وسيؤدي الإضراب إلى تخلي الشركة عن أجزاء من عملياتها، ما يهدد الصناعة العالمية للنحاس، وبالتالي حجم الإنتاج العالمي منه.
ولكن كيف ستكون الحياة بدون نحاس؟
يُطلق على النحاس بأنه المعدن الذي لا يمكن العيش بدونه، بخلاف أنه آمن على الصحة عند استخدامه في العديد من النواحي الحياتية اليومية.
والنحاس قادر على منع العدوى وانتقال البكتيريا والأمراض الخطيرة، بحسب ما أثبتته الدراسات، وهو ما يدفع مصنعي مستحضرات التجميل لإضافة النحاس إلى العديد من المنتجات.
وتجعل هذه الخصائص من النحاس مادة مهمة خصوصًا في البلدان التي تعاني من انتشار البكتيريا مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يموت فيها نحو 100 ألف شخص كل عام نتيجة للعدوى التي يصابون بها في المستشفيات.
ويدخل النحاس في صناعة العملات المعدنية وأسطح المنازل ومقابض الأبواب والوصلات الكهربائية، وغيرها من الاستخدامات الأخرى.
ولكن ميزة قتل البكتيريا ستجعل من النحاس عنصرًا مستقبليًا، لما له من فوائد بعيدة المدى تتجاوز صناعة الأسلاك، بل سيكون وسيلة لخلق بيئات أكثر صحة وأقل عُرضة للأمراض المعدية والقاتلة.
وتستخدم الكثير من الدول النحاس في صناعة الأسطح الأكثر عُرضة للمس مثل مقابض الأبواب وأذرع الكراسي والأسرّة.
ولذلك يُعد النحاس من المعادن الثمينة التي يسعى تجار الخردة إلى الحصول على المستخدم منها بأسعار مرتفعة.
وفي ظل ثورة التقنية، بات النحاس من أهم الناصر والتي تدخل بشكل أساسي في صناعة الإلكترونيات بسبب قدرة الموصلية العالية، كما أنه يلعب دورصا في تشغيل تقنيات الطاقة المتجددة.
ولذلك سيؤثر نقص إنتاج النحاس العالمي على الكثير من تلك الجوانب، وسيكون له تداعيات على الصناعات والصحة إذا لم يتم تدارك الأمر.
المصدر: copper.org
