أحداث جارية

“الأغبى على الإطلاق”.. خبراء يصفون محادثة ترامب وماسك عن المناخ

هل يسير إيلون ماسك على خطى روبرت مردوخ

أثارت محادثة جمعت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك.. خلال الساعات الماضية انتقادات واسعة النطاق حول أزمة المناخ. وقد وصفها بعض الخبراء بأنها “أغبى محادثة عن المناخ على الإطلاق”، حيث تبادل الطرفان أفكارًا خالية من الحقائق وأظهرت نقصًا واضحًا في الفهم العلمي لتغير المناخ.

تصريحات ترامب غير العلمية

في هذه المحادثة، تناول ترامب وماسك قضية الاحتباس الحراري وتغير المناخ، مشيرين إلى أنه لا حاجة ملحة للتخلي عن الوقود الأحفوري. وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن البشرية تمتلك “مئات السنين” قبل أن تنفد مصادر الوقود الأحفوري. كما أضاف أن ارتفاع مستويات سطح البحر الناجم عن ذوبان الأنهار الجليدية.. قد يؤدي إلى “خلق المزيد من العقارات المطلة على البحر”. هذا التصريح أثار دهشة وسخرية الخبراء، نظرًا لعدم استيعابه للمخاطر الجسيمة التي تصاحب ارتفاع مستويات سطح البحر.

“ماسك” لا يحب تشويه صورة الوقود الأحفوري

ماسك، الذي يُعرف بأنه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، قال خلال اللقاء الصوتي الذي جمعه بالرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب على منصة إكس؛ إنه لا يجب “تشويه” صورة صناعة النفط والغاز، مؤكدًا أن الانتقال بعيدًا عن هذه المصادر.. يجب أن يتم ببطء وليس بسرعة. وصرح ماسك: “إذا توقفنا عن استخدام النفط والغاز الآن، فسوف نتعرض جميعًا للجوع وسينهار الاقتصاد”.

ردود أفعال الخبراء

انتقد العديد من العلماء والناشطين تصريحات ترامب وماسك، حيث أشاروا إلى أن الفهم العلمي لأزمة المناخ.. يتناقض تمامًا مع ما تم طرحه خلال هذه المحادثة. مايكيل مان، عالم المناخ البارز، وصف تصريحات ماسك بأنها غير مستندة إلى حقائق علمية، قائلاً: “إذا وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات تجعل التنفس صعبًا، فإن الآثار المدمرة لأزمة المناخ.. ستكون قد تسببت بالفعل في انهيار المجتمع”.

كما انتقد مان تصريح ترامب حول ارتفاع مستويات سطح البحر، واصفًا إياه بأنه “لا يظهر فقط نقصًا في فهم فيزياء المناخ.. بل يكشف عن نقص في فهم الهندسة الأساسية”.

التحديات المناخية

يواجه العالم حاليًا تحديات بيئية جسيمة بسبب أزمة المناخ. تشير الدراسات إلى أن درجات الحرارة العالمية هي الأعلى في تاريخ البشرية، مما يؤدي إلى كوارث طبيعية متزايدة مثل موجات الحر الشديدة، والجفاف، والفيضانات، وتدمير النظم البيئية. وتهدف الجهود الدولية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، لتجنب هذه الكوارث.

ورغم تصريحات ترامب وماسك التي تقلل من أهمية القضية، يؤكد العلماء أن هناك حاجة ماسة لخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار النصف بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050.

في النهاية

بينما تستمر المحادثات حول أزمة المناخ في مختلف الأوساط، تظهر تصريحات ترامب وماسك الحاجة إلى تعزيز الفهم العلمي للقضية.. وأهمية التحرك العاجل لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم. يبدو أن تكرار مثل هذه المحادثات التي تفتقر إلى الحقائق العلمية.. قد يؤدي إلى تأخير الجهود العالمية لتحقيق أهداف المناخ وحماية الكوكب.