شهدت المناطق المجاورة للعاصمة اليونانية أثينا، اليوم الإثنين، اندلاع لحرائق واسعة الانتشار في الغابات، ما دفع السلطات لمناشدة السكان لإخلاء منازلهم.
وطالت النيران التي وصل ارتفاعها إلى 25 مترًا، المنازل والممتلكات في البلدات القريبة مثل فارنافاس، بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من العاصمة اليونانية.
وعلى أثر تلك التطورات، نشرت السلطات المحلية نحو 685 رجل إطفاء و32 وحدة جوية لضخ المياه بهدف إخماد الحريق الذي بدأ أمس الأحد.
وتعمل قوات الحماية المدنية على محاولة إخماد الحرائق منذ أكثر من 20 ساعة، خصوصًا في ظل الظروف الجوية الصعبة من الرياح القوية والجفاف والتضاريس التي يصعب اختراقها، بحسب وزير أزمة المناخ، فاسيليس كيكلياس.
كما أنه مع غروب الشمس، بات الأمر صعبًا في التعامل معه، وخصوصًا بعد اضطرار طائرات إخماد الحريق للهبوط، وهو ما يُنذر بعملية برية قد تستغرق وقتًا.
لا تقدم
ورغم جهود الحماية المدنية إلا أن الحريق لم يتراجع ولو بنسبة بسيطة، إذ وصل إجمالي الاشتعالات إلى 40 منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.
وتقول هيئة الإذاعة والتليفزيون اليونانية إن الحريق ممتد على مسافة أكثر من 30 كيلومترًا، وأغلب السكان رفضوا ترك منازلهم وظلوا يحاولون إخماد الحرائق.
وحذرت السلطات يوم الإثنين، من أن حرائق الغابات تتجه نحو بنتلي، على بعد حوالي 16 كيلومترًا (حوالي 10 أميال) شمال شرق أثينا، “بقوة دفع كبيرة”. تقع المنطقة عند سفح جبل بنتلي، الذي تحيط به مساحات شاسعة من الأراضي المشجرة، وفقًا لرويترز .
ومن المتوقع أن ترسل إسبانيا وإيطاليا وتركيا ورومانيا وكندا المساعدة، كما ستقدم فرنسا طائرة هليكوبتر من طراز سوبر بوما، وسترسل جمهورية التشيك 75 رجل إطفاء و25 مركبة.
وفي حين أن حرائق الغابات ظاهرة مألوفة في اليونان، إلا أن علماء المناخ يقولون إن التطرفات المناخية مثل لطقس الحار والجاف على غير المعتاد وكذلك الاحتباس الحراري تجعل الحرائق أكثر شراسة.
وعلى مدار العام الحالي، حاولت السلطات اليونانية محاربة العشرات من الحرائق منذ بداية فصل الصيف، وخصوصًا خلال شهري يونيو ويوليو أصحاب الحرارة القياسية.
الحياة وسط الحرائق
في وسط الأجواء غير الطبيعية التي فرضتها الغابات، ارتدى الناس الأقنعة الواقية من الدخان الذي انتشر في الهواء، في مشاهد غير مسبوقة.
فيما تطوع البعض الآخر مع رجال الحماية المدنية في محاولة لإخماد الحرائق، من خلال استخدام كل ما هو متاح مثل أغصان الأشجار.
ورغم ذلك، يبدو أن الرياح القوية تساهم في انتشار الحرائق بسرعة، فيما قال كيكيلياس خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن “الظروف الجوية شديدة الخطورة” ستستمر حتى يوم الخميس.
وأوضح المتحدث باسم إدارة الإطفاء، فاسيليس فاثراكوجيانيسن، أن قوة الرياح وصلت إلى 7 درجات على مقياس بوفورت، ما يُنذر بعاصفة قوية محتملة.
ووسط تلك التطورات، بدأت السلطات في إصدار الأوامر للسكان بإخلاء منازلهم، عبر رسائل من خدمات الطوارئ على هواتف المواطنين في ضاحية ديونيسوس.
وفي يوم الأحد، صدرت أوامر لسكان المدن والقرى، بما في ذلك موقع ماراثون التاريخي، بالانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا.
وتم نشر أكثر من 700 رجل إطفاء و119 مركبة وأعداد كبيرة من الجنود لإخماد النيران، مع مساهمة العديد من المتطوعين أيضًا.
وتشتعل النيران في محيط جبل بينتيلي، المشهور بمحاجر الرخام، وفي ضاحية أثينا المجاورة التي تحمل الاسم نفسه حيث تم إخلاء ثلاثة مستشفيات.
وهناك مخاوف من تأثر المرصد الوطني لأثينا في بينتيلي بالنيران، إذ تضررت بالفعل بعض منشآته، إلى جانب تضرر مصنعًا للأخشاب الذي تقع بجواره بنزينة متوقفة على العمل.
من ناحية أخرى تتعالي أصوات انفجارات مختلفة في بنتلي، والذي يُرجح بأن تكون خزانات الوقود وأسطوانات الغاز داخل المنازل.
وبحسب خدمات الإطفاء، فإن خدمات الطوارئ عالجت منذ أمس الأحد 13 مواطنًا واثنين من رجال الإطفاء، مصابين بحروق وإصابات في الجهاز التنفسي.
وتتصاعد المخاوف من تكرار السيناريو الذي شهدته اليونان خلال الصيف الماضي، عندما اجتاحت الحرائق مناطق وجزر عدة.