صحة

الأولمبياد.. منافسات وجوائز و”صراعات نفسية”!

الأولمبياد.. منافسات وجوائز و"صراعات نفسية"!

تقودنا مشاهدة الرياضيين الأولمبيين خلال المنافسات إلى الاعتقاد بأنهم أشخاص خارقون، يملكون المزيد من العزيمة والقدرة والمثابرة عن أي شخص آخر، وقد لا يواجهون أي صراعات نفسية.

ولكن الحقيقة أن الرياضيين بل وأكثرهم فوزًا وحصدًا للميداليات والبطولات قد يواجهون مشكلات تتعلق بالصحة العقلية.

وهناك المزيد من القصص لرياضيين خاضوا صراعات نفسية، ومن بينهم لاعبة الجمباز، سيمون بايلز، والتي انسحبت من أولمبياد طوكيو بسبب تشتت ذهنها.

وقالت بايلز إنها كانت ترتجف قبل نهائي فريق الجمباز الأولمبي، واعتبر الكثيرون أن قرارها كان شجاعًا، خصوصًا بالنسبة لشخص يتوقع دائمًا الفوز بالميداليات الذهبية.

وفي الخلفية كانت بايلز في صراع عقلي بسبب الضغوط النفسية التي فرضها عليها طبيب فريق الجمباز الأولمبي الأمريكي، لاري نصار، والذي أُدين بالتحرش بلاعبات الفريق.

على الناحية الأخرى أعلن مايكل فيليبس، وهو أكثر الرياضيين الأولمبيين تتويجًا بالميداليات على الإطلاق، أنه خاض صراعًا مع القلق والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والأفكار الانتحارية.

الأولمبياد.. منافسات وجوائز و"صراعات نفسية"!
خاضت لاعبة الجمباز، سيمون بايلز، صراعًا نفسيًا بسبب تشتت ذهنها ما دفعا للانسحاب من أولمبياد طوكيو

علاج للحياة اليومية

كشفت بعض اللقاءات التي أُجريت مع أبطال أولمبيين في عام 2023، عن تجارب مختلفة متعلقة بالرياضيين وصحتهم العقلية.

ووقتها قال نوح لايلز، الفائز بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر، والملقب بأسرع رجل في العالم، إن يتلقى العلاج النفسي منذ أن كان في التاسعة من عمره.

ويقول لايلز إن الصحة العقلية أمر مرتبط بالحياة اليومية، أوقات يشعر الشخص بالضعف ولذلك يتجنب التحدث عن ضعفه مع الآخرين، ولكن بالنظر إليها من منظور آخر سنجد أن هذا الضعف أمر نمر به في حياتنا اليومية.

ولذلك فإن مشاركة الرياضيين لتجاربهم مع الصحة العقلية يُشكّل مثالًا إيجابيًا لأولئك الذين يشعرون وأنها وصمة عار تستوجب الخجل.

كما أن تلك التجارب تُشير إلى أنه لا أحد معصوم، جميعنا بشر والصراعات لا تختار أشخاصَا دون آخرين.

الأولمبياد.. منافسات وجوائز و"صراعات نفسية"!
نوح لايلز، الفائز بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر،

إدارة أعراض الصحة العقلية

حاولت اللجنة الأولمبية في عام 2018 مراجعة الأدبيات العلمية بهدف التوصل لحلول لإدارة أعراض الصحة العقلية لدى الرياضيين النخبة.

واشتملت الدراسة على أداة فحص فريدة من نوعها بإبلاغ الذاتي تسمى Baron Depression Screener for Athletes.

وتتكون الأداة من 10 عناصر، ويقوم المستجيب بالإجابة من 0 “أقل معدل” إلى 2 لكل عنصر، وإذا كانت الإجابة تتخطى الـ5 فيكون على الرياضي أن يستعين بأخصائي صحة عقلية.

وبعد أن أًصبحت المشكلة واضحة وبارزة، أخذت اللجنة الأولمبية قرارًا بتوسيع خدمات الصحة العقلية التي تقدمها، ومن بينها تطوير منصة Athlete 365، والتي تقدم دعمها للرياضيين داخل وخارج الملعب.

وتركز المنصة عملها على تقديم النصائح والاستراتيجيات والدورات التدريبية، وتحقيق الرفاهية للاعبين.

ومن بين الدورات التدريبية التي تقدمها واحدة خاصة بأهمية النوم، والتي تؤكد على ضرورة أخذ القسط الكاف منه من قبل الرياضيين، وكيفية تحسين الروتين الخاص بالنوم.

خطة دعم

بحلول عام 2023، بدأت اللجنة الأولمبية في وضع خطة عمل هدفها التركيز على الدعم المقدم للاعبين لتحسين صحتهم العقلية.

واعتمدت الخطة على نتائج إحدى الدراسات في عام 2019 التي تُشير إلى أن 34% من الرياضيين النخبة و26% من الرياضيين السابقين يعانون من أعراض القلق والاكتئاب.

وفي حين أن بعض الرياضيين يمتلكون طبيبهم النفسي الخاص الذي يمكن اللجوء إليه في أي وقت، كانت كيفن سميث، رئيس علم النفس السابق في الدوري الأمريكي للمحترفين، وفريقه متاحين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لتقييم الصحة العقلية للرياضيين خلال أولمبياد باريس.

ويقول سميث إن بيئة المنافسة الأولمبية أرض خصبة لنمو جميع المشكلات النفسية من القلق والتوتر والتفكير المزدوج ومتلازمة المحتال (إنكار الشخص لقدراته واستحقاقه للفوز).

وأضاف أن وجود شخص يسمع المخاوف ويساهم في تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز اللاعب هو أمر لا غنى عنه.

المصدر: Psychology today