تستمر القوات الأوكرانية لليوم السادس على التوالي في تنفيذ عمليتها العسكرية في منطقة كورسك الروسية، في تحول جديد للصراع الأكبر في أوروبا منذ بداية الحرب العالمية الثانية.
منذ اندلاع الحرب في 2022، كانت المواجهات في معظم الأوقات داخل الأراضي الأوكرانية، ولكن الوضع يتغير الآن، فما الذي نعرفه عن الوضع في كورسك؟ وما هو التقدم الذي أحرزه الجيش الأوكراني هناك؟
كيف توغلت أوكرانيا في الأراضي الروسية؟
أفاد محللون عسكريون أن تواجد الجيش النظامي لأوكرانيا على أراضي منطقة كورسك يتم بطريقة مماثلة لهجوم روسيا على خاركيف في عام 2022.
ووفقًا لمجلة “Forbes” فقد تم نقل ما لا يقل عن 3 ألوية وربما أكثر، بما في ذلك واحدة من أفضل الوحدات العسكرية الأوكرانية، اللواء 80 المحمول جوًا، إلى الأراضي الروسية.
وحسب البيانات التي تم جمعها من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، فإن عملية كورسك من الجانب الأوكراني تشمل معدات ثقيلة من مختلف الأنواع، بما في ذلك الدبابات ومركبات إزالة الألغام ومركبات الاتصالات وناقلات الجنود المدرعة وناقلات الجنود المدرعة الأمريكية ذات العجلات من طراز سترايكر.
بشكل عام، تعتقد وسائل الإعلام أن ما يصل إلى 10 آلاف جندي من القوات المسلحة الأوكرانية قد يكونون موجودين في منطقة العمليات في الوقت الحالي.
الوضع على الخريطة
ونظرًا لأن الجانب الأوكراني لم يعلن رسميًا عن نتائج العملية على أراضي روسيا، فمن الصعب جدًا الحصول على معلومات دقيقة حول المناطق التي تحتلها أوكرانيا.
ومع ذلك، تم نشر العديد من الصور للجيش الأوكراني في قرى وبلدات منطقة كورسك على الإنترنت.
ومن المعروف أن الجانب الأوكراني يسيطر بشكل كامل على الخط الحدودي من ليوبيموفكا إلى جيفو.
روسيا تخسر معداتها
وفي الأيام الأولى للعملية، زعمت أوكرانيا أن الجيش الأوكراني دمر مروحية روسية قرب منطقة سومي المتاخمة للأراضي الروسية حيث يتطور الوضع.
مبدئيًا، نتحدث عن إسقاط طائرة “كا-52″، حيث لم يقوم الجيش الروسي حتى الآن بنفي هذه المعلومة.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت الجيش الأوكراني أنه تمكن من أسر أكثر من 30 مقاتلاً روسيًا في منطقة كورسك.
كما وردت معلومات أيضًا عن إسقاط العديد من المروحيات الروسية، لكن لم يكن هناك دليل مرئي على ذلك.
وما هو معروف على وجه اليقين هو أنه في الليل في منطقة ريلسك، دمرت القوات الأوكرانية رتلًا من الوحدات الروسية كان يتجه نحو منطقة القتال النشط.
وأكد الروس أنفسهم أنهم فقدوا كتيبة كاملة تقريبًا من العسكريين بسبب الضربة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إنها اعترضت ودمرت 75 طائرة بدون طيار، من بينها 19 فوق ليبيتسك، و26 فوق بيلغورود، وسبع فوق كورسك، وطائرات أخرى فوق مناطق بريانسك وفورونيج وأوريل.
الهدف الرئيسي للهجوم
يعتقد المحللون العسكريون أن بلدة سوجا، التي تقع بالقرب من الحدود الأوكرانية الروسية، أصبحت إحدى مناطق الهجوم الرئيسية للقوات الأوكرانية.
ومع ذلك، وبحسب بعض التقارير، فإن الجيش الأوكراني لا يسيطر إلا على جزء من بلدة سوجا وليس لديه خطط للسيطرة الكاملة عليها حتى الآن.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن الأوكرانيين يتقدمون في الاتجاهات الشمالية والجنوبية الشرقية لمنطقة كورسك.
في الوقت نفسه، يشكو الروس من أن الجيش الأوكراني قد يبدأ اختراقًا حدوديًا في منطقة بريانسك، حيث يتمركز أيضًا عدد كبير من قوات الجيش الروسي.
ويمثل توغل هذا الأسبوع يمثل المرة الأولى التي تدخل فيها وحدات العمليات الخاصة الأوكرانية النظامية الأراضي الروسية.
ووفقاً للمسؤولين الأميركيين والأوكرانيين، فإن الهدف من ذلك هو تحويل القوات الروسية بعيدًا عن أجزاء أخرى من الجبهة الشرقية، والتي تمكنت منها روسيا من قصف منطقة خاركيف في أوكرانيا، ـوجزئيًا تعطيل القوات الروسية وإحباط معنوياتها.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعتقدون أن أوكرانيا تنوي السيطرة على الأراضي الروسية على المدى الطويل.
المصادر: