سياسة

قرار قد يستوجب الندم.. هذا ما دفع هاريس لاختيار تيم والز نائبًا لها

وقع الاختيار على تيم والز ليكون نائبًا لمرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، والتي حلت خلفًا للرئيس الأمريكي جو بايدن في السباق الرئاسي بعد تنحيه.

وكان والز محاربًا في الحرس الوطني للجيش لمدة 24 عامًا، وعمل مدرسًا في المدرسة الثانوية قبل دخوله السياسة.

ولكن اختيار حاكم ولاية مينيسوتا لهذا المنصب يحيط به الكثير من الجدل، في ظل الانتقادات الموجهة من حملة المنافس دونالد ترامب له بأنه ليبرالي متطرف.

وخلال الأسابيع الماضية، لم يكن اسم والز مدرجًا على قائمة المرشحين لنائب هاريس، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في الدفع باسمه باعتباره ودودًا وغير مثير للانقسام.

قرار قد يستوجب الندم.. هذا ما دفع هاريس لاختيار تيم والز نائبًا لها
لم يكن اسم والز مطروحًا بين مرشحي منصب نائب مرشح الحزب الديمقراطي خلال الأسابيع الماضية

لماذا “والز”؟

وتم اختيار والز بعد أن كان اسم حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، مطروحًا بقوة باعتباره المرشح الأوفر حظًا لهذا المنصب، ولكنه تسبب في حالة من الانقسام بين اليساريين عبر الإنترنت بسبب أرائه المتعلق بإسرائيل وفلسطين.

وفي حين أن والز له أيضًا نفس الآراء المشابهة، كما أنه يهودي، إلا أن ردود لفعل بشأنه كانت أقل بكثير من شابيرو.

وبحسب ما أوردته شبكة “سي إن إن” فإن هاريس وجدت نوعًا من الكيمياء بينها وبين والز الذي يتميز بأسوبه المرح، بخلاف أن الحزب الديمقراطي لم يُظهر أي انقسامات بين فصائله الرئيسية – التقدمية والمعتدلة – حوله.

وكانت تلك النقطتان أساسيتان في اختيار هاريس لـ والز، بخلاف أنه لا يستقطب المزيد من الانتقادات لقلة خبرته، على عكس نظيره الجمهوري فانس الذي يعد المرشح الأقل شعبية لمنصب نائب الرئيس بعد مؤتمر حزبه.

ميزة أخرى ربما رجحت كفة والز وهي صراحته، إذ أعلن بنفسه أنه ليس مناظرًا جيدًا، وكان متصالحًا مع نقاط ضعفه وكونه اسمًا غير مألوفًا، مشيرًا إلى أنهه ليس من ولاية متأرجحة.

وعندما سُئل عن رأيه في دوره كنائب للرئيس، قال والز إنه سينفذ المهمة بالطريقة التي تريدها هاريس، لتبرز نقطة أخرى لصالحه وهو أن سيتكيف مع أسلوب هاريس وسياستها.

وعن طموحاته في الترشح للرئاسة، قال والز إنه لا يطمح أو يخطط لذلك، وهي نقطة يعوّل عليها فريق هاريس والتي تقطع المجال على أي دراما محتملة أو مكائد داخل إدارة هاريس المستقبلية.

وتأتي تلك النقطة لصالح والز في مقابل شابيرو المعروف بطموحة الكبير، وهو ما مثل تناقضًا صارخًا بين المرشحين.

وتقول التقارير إن هاريس شعرت بأن والز يجتذب أنواع الناخبين الذين خسرهم الديمقراطيون أمام دونالد ترامب – الناخبين الذين قد لا تتمكن هاريس من التواصل معهم بمفردها.

قرار قد يستوجب الندم.. هذا ما دفع هاريس لاختيار تيم والز نائبًا لها
تظهر المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس والمرشح الرئاسي الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز على خشبة المسرح معًا خلال حدث انتخابي في كلية جيرارد

هل يمكن أن تكون هاريس أخطأت؟

بعد اختيار والز، تُثار التساؤلات حول ما إذا كانت هاريس أخطأت باختيارها لحاكم مينيسوتا بدلًا من جوش شابيرو.

فمن منظور أوسع من غير المرجح أن تكون ولاية مينيسوتا قادرة على المنافسة في انتخابات هذا الخريف، وهي ولاية لم يفُز بها أي مرشح جمهوري في أي انتخابات رئاسية سابقة منذ عام 1972.

ولذلك فهي أطول سلسلة انتصارات رئاسية للديمقراطيين (خارج واشنطن العاصمة).

ولكن من ناحية أخرى، فعلى هاريس أن تفوز بأصوات ولاية بنسلفانيا التي يقودها شابيرو، إذا أرادات أن تصبح رئيسة الولايات المتحدة، وربما تكون الولاية الأكثر أهمية في هذه الدورة.

ويحمل شابيرو حاليًا تصنيفًا إيجابيًا بنسبة 61٪ في ولاية بنسلفانيا، ولكن إقصائه ربما يضع الكثير من علامات الاستفهام على موقف هاريس في الولاية.

ولذلك بشكل عام، فلن يقدم والز الكثير لهاريس بشأن الناخبين المترددين، ومدى مساعدته للقائمة الديمقراطية خارج ولايته هو أمر غير مؤكد حتى الآن.

وإذا حدث وخسرت هاريس في ولاية بنسلفانيا حتى ولو بنسبة صغيرة، سيكون ذلك هو أكبر سؤال بـ “ماذا لو” يتم طرحه عبر التاريخ.

المصدر: CNN