قال جيش الاحتلال، اليوم الخميس، إنه يحقق في احتمالية مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، في غارة شنها على مخيم جباليا في غزة.
وأضاف جيش الاحتلال إنه لا يمكنه حتى الآن التأكد من هوية السنوار.
وتأتي تلك الأنباء بعد سلسلة من الاغتيالات نفذتها قوات الاحتلال بحق قادة حماس وحزب الله خلال الأسابيع الأخيرة، كان أبرزها مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بيانا مشتركا بشأن عملية الاغتيال المحتملة.
وبحسب البيان فإن المبنى الذي يُرجح أن السنوار قد قُتل فيه، لم يُعثر على أي رهائن، فيما تواصل قوات الاحتلال عملها في المنطقة.
وقال جيش الاحتلال في وقت سابق أن السنوار يحتمي في الرهائن ويستخدمهم كدروع بشرية في الأنفاق التي يختبئ فيها تحت مباني غزة.
كان تم اختيار السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل قبل شهر في طهران.
من هو يحيى السنوار؟
يحيى إبراهيم السنوار، أحد أبرز قادة حركة حماس. وُلد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، لكنه قضى معظم سنوات شبابه في السجون الإسرائيلية. يشتهر عن السنوار تكتمه وشدته في اتخاذ القرارات.. كذلك يتم النظر إليه كأحد الشخصيات الأكثر تأثيراً ونفوذاً في الحركة.
النشأة والتعليم
وُلد السنوار في مخيم خان يونس لعائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان.. قبل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. نشأ وترعرع في المخيم الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. تلقى تعليمه في مدارس المخيم، وأنهى دراسته الثانوية قبل الالتحاق بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
المسيرة النضالية والاعتقال
في عام 1982، ألقت إسرائيل القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر.. وذلك بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”. وفي عام 1988، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن مدى الحياة، أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين، ليقضي 23 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث تعلم اللغة العبرية.. واكتسب فهماً عميقاً للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
التصعيد والقيادة
في عام 2011، أطلقت إسرائيل سراح السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى، وذلك مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. بعد إطلاق سراحه، أصبح السنوار قائدًا بارزًا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل الحركة.
دوره الدبلوماسي
في عام 2017، انتُخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، وبدأ يلعب دورًا دبلوماسيًا رئيسيًا في محاولة إصلاح العلاقات بين حماس والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى تحسين العلاقات مع مصر. جدير بالذكر أن المعروف عن السنوار تكتمه وصعوبة مراسه في الدفاع عن مصالح الحركة.. كما وصفه أحد زملائه السابقين في المعتقلات الإسرائيلية.
اتهامات وتحديات
تتهم إسرائيل السنوار بأنه مهندس هجوم 7 أكتوبر الذي فجر حرب غزة، مما جعله المطلوب رقم 1 لدى إسرائيل. وبرز اسمه في وسائل الإعلام العالمية كأحد القادة الرئيسيين في حماس. بينما تتردد الأقاويل بأن السنوار يقود الحركة من شبكة الأنفاق.. التي بنتها حماس تحت قطاع غزة، مما يعزز من صعوبة الوصول إليه.
خاتمة
يحيى السنوار، من ظل المعتقلات الإسرائيلية إلى قمة هرم حركة حماس، لا شك أنه أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في الحركة. بفضل تكتمه وشدته، استطاع السنوار أن يصبح قائدًا بارزًا ومؤثرًا، ويمثل اليوم أحد التحديات الرئيسية لإسرائيل.