علوم

الغواصات لا تبقى تحت المياه طويلًا.. أسباب مصيرية لعودتها إلى السطح

زعم الجيش الأوكراني أنه أغرق الغواصة الروسية “روستوف-نا-دونو” في ميناء بشبه جزيرة القرم، فيما سيكون بمثابة انتكاسة كبيرة أخرى لموسكو في شبه الجزيرة المحتلة، وأوضحت هيئة الأركان العامة إن “الغواصة غرقت على الفور”.. دون تقديم أدلة أخرى.

ويبلغ طول الغواصة 73.8 مترًا وتحمل طاقمًا مكونًا من 52 فردًا، مع إزاحة مغمورة تبلغ 3100 طن، ويمكن للسفينة التي تعمل بالديزل والكهرباء حمل صواريخ كروز كاليبر.

 

الغواصات الحربية

تصبح الغواصات عُرضة للمدافع والصواريخ التي تطلقها سفن العدو المدمرة عندما تطفو على سطح الماء.. ولهذا السبب يُقال غالبًا إن إجبار الغواصة على العودة إلى السطح هو نصف المعركة.

لكن إذا كان الصعود إلى السطح يشكل خطرًا كبيرًا على الغواصة وطاقمها، فلماذا يتعين على الغواصات الخروج من تحت الماء.. ألا يمكنها أن تظل مغمورة بالمياه طوال مدة المهمة وما الذي يمنع الغواصة من القيام بذلك؟

أنواع الغواصات

الغواصات قطع مذهلة يمكنها الانغماس تحت الماء لفترات طويلة، ما يسمح بعمليات عسكرية أو أبحاث تحت الماء، وتتمثل ميزتها الأكثر أهمية، وخاصة في السياق العسكري، في قدرتها على إخفاء نفسها تحت الماء، بعيدًا عن أعين العدو اليقظة.

يمكن تصنيف الغواصات إلى نوعين بناءً على نوع المحرك الذي تعمل عليه: غواصات الديزل الكهربائي والغواصات النووية.

يمكن لنوع معين من الغواصات التي تعمل بالديزل أن تظل مغمورة تحت الماء لمدة 14 يومًا على الأقل، بينما يمكن للغواصة النووية أن تظل مغمورة تحت الماء لعدة أشهر.

على الرغم من أن الغواصات من كلا النوعين تظهر على السطح بشكل دوري، فإن الأسباب المؤدية لذلك تختلف من غواصة لأخرى.

 

غواصات الديزل 

تولد محركات الديزل الطاقة من خلال عملية الاحتراق الداخلي، وهي العملية التي تتطلب وجود الأكسجين وهو بالغ الأهمية بشكل خاص بالنسبة للأوعية المعدنية الكبيرة التي تعمل تحت الماء، بعيدًا عن مصدر مباشر وجديد للأكسجين.

تخرج الغواصة إلى السطح مرة كل بضعة أيام، ليس فقط للحصول على إمداد جديد من الأكسجين الجوي من فوق سطح الماء، ولكن أيضًا للتخلص من الغازات العادمة التي تنتجها على متنها.

الغواصات النووية

تعتمد الغواصات النووية على الطاقة التي يولدها المفاعل النووي الموجود على متنها، يولد المفاعل طاقة كافية لتشغيل جميع الأنظمة الإلكترونية والكهربائية على متنها، بالإضافة إلى أنظمة دعم الحياة للطاقم.

لذلك، على عكس الغواصات التي تعمل بالديزل، يمكن للغواصات النووية أن تستمر لأيام، أو حتى أسابيع، دون أن تطفو على السطح ولو لمرة واحدة.

في الواقع، من الناحية النظرية، ينتج المفاعل النووي الموجود على متن الغواصة طاقة كافية لتشغيل الغواصة لعقدين من الزمان!

 

إشارات الغواصات

لا تنتقل الإشارات اللاسلكية بشكل جيد تحت الماء، وخاصة في الأعماق التي تعمل فيها الغواصات عادة أثناء المهمة. لذلك، يجب على الغواصات النووية والديزل أن تعود إلى السطح للتواصل مع قاعدتها الرئيسية، وتلقي الأوامر أو نقل المعلومات الحيوية.

صيانة الغواصات

مهما كانت الغواصة قوية ومتينة، فإنها في نهاية المطاف مجرد آلة، فهي تحتوي على عدد من الأنظمة من أنواع مختلفة.. كهربائية وميكانيكية وإلكترونية وهيدروليكية وما إلى ذلك، التي تجعلها تعمل تحت الماء.

في بعض الأحيان، تعاني بعض هذه الأنظمة من مشكلات لا يستطيع طاقم السفينة إصلاحها أثناء التنقل، وإذا كانت أي من هذه المشكلات حرجة، فإن القبطان عادة ما يأمر بإعادة الغواصة للسطح حتى يتسنى إجراء الإصلاحات الضرورية.

 

إعادة تأهيل الغواصات

الغواصة عبارة عن سفينة مأهولة، أي أنها تُدار بواسطة بشر، وفي بعض الأحيان يتعرض أحد أفراد الطاقم للإصابة أو المرض، ويحتاج إلى رعاية طبية مناسبة.

وقد تكون هناك أيضًا بعض حالات الطوارئ البشرية الأخرى التي تستدعي إعادة صقل الغواصة بشكل غير مخطط له.

وللتأكد من أن الطاقم لن يصاب بالجنون نتيجة للبقاء داخل أنبوب معدني لأسابيع متواصلة، منفصلين تمامًا عن العائلة والأصدقاء وبقية العالم، يتم التخطيط لمهام الغواصات بطريقة تجعل الطاقم يستمر في “التناوب”، ما يعني أنه لا يجب على أي طاقم واحد أن يتحمل عبء البقاء تحت الماء لفترة “طويلة جدًا.

ولكي يحدث ذلك، يتعين على الغواصات أن تطفو على السطح مرة أخرى حتى يتمكن الطاقم الحالي من النزول منها بينما يصعد طاقم جديد على متن الغواصة للقيام بالمرحلة التالية من المهمة الجارية.