أحداث جارية سياسة

بعد اغتيال هنية.. هل يتأجج الصراع في الشرق الأوسط؟

تزداد المخاوف من تأجج الصراعات في الشرق الأوسط، بعد اغتيال زعيم حركة حماس السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأربعاء، والذي يُعتبر ضربة قوية للحركة التي تحكم قطاع غزة.

ويُعَدُّ هنية ثاني زعيم لجماعة مسلحة مدعومة من إيران يُبلغ عن اغتياله في الأيام الأخيرة، وهو أبرز شخصية عامة تقود العمليات السياسية للجماعة من خلال إقامته في الخارج.

وأعلنت إيران اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، في غارة جوية قبل فجر اليوم في العاصمة الإيرانية.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إن الضربة وقعت حوالي الساعة 2 صباحًا بالتوقيت المحلي باستخدام “قذيفة موجهة جواً”، كما ذكرت وكالة “فارس” المرتبطة بالدولة أنه كان يقيم في أحد المساكن الخاصة بالمحاربين القدامى في شمال طهران.

وجاءت الضربة بعد وقت قصير من حضور هنية حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في طهران، وبعد ساعات فقط من استهداف إسرائيل لقائد كبير في حزب الله وحليف إيران في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو فؤاد شُكر.

ويأتي هذا الاغتيال في وقت حساس للغاية بالنسبة للشرق الأوسط، حيث تزداد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله مما يهدد بالتصعيد إلى حرب إقليمية أوسع، في الوقت الذي تواصل فيه حماس القتال ضد الجيش الإسرائيلي في غزة وسط أزمة إنسانية كارثية.

توعّد بالانتقام

في أعقاب عملية الاغتيال، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بالانتقام من إسرائيل.

وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في بيان نشره على موقعه الرسمي: “نعتبر انتقامه واجباً علينا”. وأضاف أن إسرائيل “أعدت عقاباً قاسياً لنفسها” بقتل “ضيف عزيز في منزلنا”.

كما قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، إن مقتل هنية “لن يمر دون رد”، بينما وصفه المسؤول الكبير في حماس سامي أبو زهري بأنه “تصعيد خطير”.

من جانبها، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن “عملية الاغتيال الإجرامية بحق الشهيد إسماعيل هنية هي حدثٌ فارقٌ وخطير، ينقل المعركة إلى أبعادٍ جديدةٍ وسيكون له تداعياتٌ كبيرةٌ على المنطقة بأسرها”.

وأضافت: “العدو أخطأ التقدير بتوسيعه لدائرة العدوان واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات وانتهاك سيادة دول المنطقة، وإن المجرم نتنياهو الذي أعماه جنون العظمة يسير بكيان الاحتلال نحو الهاوية ويعجّل بانهياره وزواله عن أرض فلسطين مرة وإلى الأبد”.

ولم تعلّق إسرائيل التي تعهدت من قبل، بقتل هنية وغيره من قادة حماس بسبب الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 آخرين كرهائن.

التأثير على محادثات الرهائن

قال البيت الأبيض إنه اطلع على تقارير مقتل هنية لكنه رفض التعليق فورًا، وفقًا لما ذكره متحدث باسمه.

وخلال سفره في الفلبين، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، ولكن إذا تعرضت إسرائيل لهجوم، فإن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عنها.

وقال المحلل السياسي الخارجي لشبكة CNN باراك رافيد إن الحكومة الإسرائيلية ترى أن هنية هو أحد المسؤولين عن هجمات حماس في 7 أكتوبر وبينما هو ليس ذا أهمية عسكرية، فإن مقتله “سيكون له تأثير كبير” على مفاوضات الرهائن والهدنة الجارية.

وأضاف رافيد: “هذا الاغتيال هو، بطريقة ما، مجرد مسألة وقت، وليس مسألة إذا كان سيحدث أم لا.”

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ردا على سؤال من الصحافيين في مانيلا عن الضربة التي استهدفت طهران إنه ليس لديه “معلومات إضافية يقدمها”. لكنه أعرب عن أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.