أعلنت حماس، اليوم الأربعاء، مقتل رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في عملية اغتيال في إيران، والذي كان يحضر حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد.
وجاء اغتيال هنية بعد أقل من 24 ساعة من إعلان إسرائيل عن مقتل قائد حزب الله الذي قالت إنه كان وراء غارة قاتلة في مرتفعات الجولان المحتلة.
وتزايدت المخاوف بعد تلك الحادثتين من تصعيد الأوضاع في المنطقة التي تعاني بالأساس من العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب احتمالات توسيع الحرب بامتدادها إلى لبنان.
ولم تعلق إسرائيل باستفاضة على عملية اغتيال هنية، ولكنها قالت إنها تُجرى تقييمات شاملة للوضع.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن ستعمل على محاولة تخفيف التوترات، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت للهجوم.
وقال المسؤول الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري لرويترز “اغتيال الأخ هنية من قبل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس”.
وأِشار إلى أن الحركة ستستمر في متابعة المسار الذي اتخذته منذ البداية، معبرًا عن ثقته في النصر.
من هو إسماعيل هنية؟
الحياة الأولى
ولد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين شمال مدينة غزة، لعائلة فلسطينية نزحت في عام 1948 من الأراضي المحتلة حاليًا من إسرائيل المعروفة باسم عسقلان.
وتلقى هنية – 62 عامًا – تعليمه في المدارس التي تُشرف عليها وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين “الأونروا”، حتى التحق بالجامعة الإسلامية في غزة حيث درس الأدب العربي وتخرج في 1987.
وخلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات، اعتقل الجيش الإسرائيلي هنية أكثر من مرة لمشاركته في احتجاجات الانتفاضة، وقضى خلالها أحكامًا بالسجن في السجون الإسرائيلية.
وفي عام 1989 دخل السجن لمدة 3 سنوات، وبعد خروجه تم نفيه في مرج الزهور مع عدد من قادة حماس على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1992.
الصعود للسلطة
كان هنية أحد أبرز قادة حماس على مدى العقدين الماضيين، وفي السنوات الأخيرة أدار العمليات السياسية للجماعة المسلحة من المنفى في قطر.
ولعب هنية دورًا في المفاوضات والدبلوماسية عالية المخاطر للحركة، ومن بينها تلك الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت بداية صعود هنية في السلطة من خلال مرشده وزعيمه الروحي الشيخ أحمد ياسين، إذ كان يعمل سكرتيرًا شخصيًا له.
وتعرّض هنية وياسين إلى محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفتهما معًا في عام 2003، ونجحت المحاولة في العام التالي التي قُتل خلالها الشيخ ياسين.
وتولى هنية قيادة حماس في غزة عام 2006، وقبلها كان رئيس وزراء حكومة الوحدة الفلسطينية ولكنه لم يظل طويلًا، إذ تم حلها في ظل الصراع بين الفصائل الفلسطينية.
في عام 2017، تم تعيينه زعيمًا للمكتب السياسي لحماس خلفًا لخالد مشعل، وهو الوقت الذي كانت تحاول فيه الحركة تحسين صورتها العامة.
وخلال السنوات الأخيرة، عاش هنية في تركيا وقطر حيث كان يدير الحركة من هناك، وكان أحد المفاوضين خلال المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الفترة الخيرة والتي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، لإنهاء حرب غزة.
الأيام الأخيرة
بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أصبح هنية مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية، وفي مايو قال المدعي العام إنه سيصدر مذكرة اعتقال بحق هنية.
وقال المدعي إنه وقادة آخرين من حماس ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، من بينها القتل واحتجاز الرهائن والاغتصاب والاعتداء الجنسي خلال الاحتجاز.
وفي يونيو قالت حماس إن شقيقة هنية وعائلتها قُتلوا في غارة شنها الجيش الإسرائيلي على منزل عائلة هنية في غزة، وهو الهجوم الذي لم يؤكده الجيش الإسرائيلي.
وفي أبريل قُتل ثلاثة من أبناء السيد هنية الثلاثة عشر على يد القوات الإسرائيلية في عملية عسكرية أخرى في غزة.
وقال هنية وقتها إنه لن يستسلم مهما كانت التضحيات والخسائر، إذ إنه فقد بالفعل العشرات من أفراد عائلته من قبل.
المصدر: رويترز