سياسة

كارثة إنسانية جديدة.. الأمراض الجلدية تتفشى بين الأطفال في مخيمات غزة

أرجع مسؤولو الصحة السبب وراء ذلك إلى الظروف المروعة في مخيمات الخيام المكتظة التي تؤوي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم، إلى جانب حرارة الصيف وانهيار الصرف الصحي الذي ترك بركًا من المياه الملوثة

نقص الغذاء والفقدان الكامل للأمان لم تعد وحدها المخاطر التي تواجه أهالي غزة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة الأمراض الجلدية المعدية بين الأطفال بنسبة كبيرة.

وأرجع مسؤولو الصحة السبب وراء ذلك إلى الظروف المروعة في مخيمات الخيام المكتظة التي تؤوي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم، إلى جانب حرارة الصيف وانهيار الصرف الصحي الذي ترك بركًا من المياه الملوثة.

ووفق شهادات الفلسطينيين فإن النظافة مستحيلة في الخيام، لعدم قدرتهم على توفير مياه نظيفة، حيث يغسل البعض أطفالهم بالمياه المالحة القادمة من البحر الأبيض المتوسط المجاور.

وبلغ عدد الحالات التي تعاني من الأمراض الجلدية إلى 103 آلاف حالة مصابة بالقمل والجرب و65 ألف حالة طفح جلدي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ندرة الإمدادات الإنسانية

أكد مسؤولو الأمم المتحدة إن توزيع الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الصابون والشامبو والأدوية، تباطأ إلى حد كبير، لأن الهجمات الإسرائيلية وعدم احترامها للقانون في غزة جعل تحرك شاحنات الإغاثة أمر في غاية الخطورة.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير صدر اليوم الثلاثاء أن مكبّي النفايات في غزة قبل الحرب لم يكن من الممكن الوصول إليهما وسط القتال، وقد أنشأ 10 مواقع مؤقتة.

وقال شيتوس نوغوتشي، نائب الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني: “لقد انهار نظام إدارة النفايات الصلبة، فهناك أكثر من 140 موقعًا غير رسمي لرمي النفايات التي ظهرت، بعضها عبارة عن برك عملاقة من النفايات البشرية والقمامة”.

وأضاف نوغوتشي: “الناس لديهم خيام ويعيشون بجوار مواقع رمي النفايات، وهو وضع حرج حقًا فيما يتعلق بالأزمة الصحية”.

مكبّي النفايات في غزة قبل الحرب لم يكن من الممكن الوصول إليهما وسط القتال، وقد أنشأ 10 مواقع مؤقتة

الأطفال هم الأكثر تضررًا

قال محمد الريان – أحد النازحين – إن العديد من أطفاله يعانون من طفح جلدي أو بقع وأن الأطفال هم الأكثر تضررًا، لكن البالغين يعانون أيضًا.

وأضاف ريان أنه عرض أطفاله على الأطباء، الذين قاموا بدورهم بإعطائهم كريمات علاجية، لكن لا فائدة منها بسبب عدم وجود مياه نظيفه للاغتسال، حيث تتحسن الأعراض لمدة بسيطة ثم تعود أسوء.

مستويات وبائية خطيرة

قال نسيم باسلة، طبيب الأمراض الجلدية في مستشفى ناصر، إنهم يستقبلون ما بين 300 إلى 500 شخص يومياً مصابين بأمراض جلدية. وبعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة، احتشد المزيد من الناس في الحقول الزراعية خارج مدينة خان يونس، حيث تنتشر الحشرات في الصيف.

وأوضح أن الجرب والقمل وصلا إلى مستويات وبائية، ولكن هناك أنواع أخرى من العدوى الفطرية والبكتيرية والفيروسية والطفيليات تنتشر أيضًا، وحتى الحالات البسيطة يمكن أن تكون خطيرة مع تدفق المرضى.

وأضاف باسلة أن الوضع تفاقم إلى الحد الذي وصل إلى تزايد حالات الفشل الكلوي، وذلك نتيجة انتشار البكتيريا ما يؤثر على الكلى.

المصدر:

AP