رياضة

واصل إحراج باريس في الأولمبياد.. كل ما تحتاج معرفته عن أزمة تلوث نهر السين

يراقب المسؤولون عن كثب جودة المياه، حيث يمكن أن يصاب الرياضيون بمشاكل صحية نتيجة السباحة في نهر يحتوي على مستويات أعلى من المقبول من التلوث

ظلت السباحة محظورة في نهر السين منذ فترة طويلة في باريس تصل لأكثر من قرن من الزمان، بسبب تلوث مياهه، ومع اقتراب فعاليات السباحة الأولمبية في النهر، ضخت المدينة 1,5 مليار دولار (1,4 مليار يورو) لمحاولة تنظيفه.

ومع انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في باريس، يراقب المسؤولون عن كثب جودة المياه، حيث يمكن أن يصاب الرياضيون بمشاكل صحية نتيجة السباحة في نهر يحتوي على مستويات أعلى من المقبول من التلوث.

تأجيل منافسات الترايثلون بسبب تلوث نهر السين

المخاوف الخاصة بجودة مياه نهر السين الذي تُجرى فيه منافسات الترايثلون للرجال خلال أولمبياد باريس 2024 أدت إلى تأجيل هذه المنافسات للمرة الثالثة.

يرجع السبب وراء تلوث مياه نهر السين، إلى أن باريس، مثل العديد من المدن القديمة حول العالم، تتمتع بنظام صرف صحي مشترك، ما يعني أن مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار في المدينة تتدفق عبر نفس الأنابيب. ومع فترات هطول الأمطار الغزيرة أو الطويلة، يمكن أن تمتلئ الأنابيب وتتدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى النهر بدلاً من أن تتجه إلى محطة المعالجة.

وقالت الدكتورة نيكول يوفين، أخصائية الأمراض المعدية في جامعة فلوريدا هيلث في غينزفيل، إن ذلك قد يعني دخول البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات إلى الماء، وبالتالي لا يقتصر الأمر على النفايات البشرية فقط، مشيرة إلى أن هطول الأمطار بغزارة يمكن أن يؤدي إلى وصول القوارض ونفايات الحيوانات إلى نهر السين.

صرح مسؤولو المدينة أن الأمطار التي هطلت خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية للألعاب الأولمبية ملأت 20٪ من الحوض، لذا فإن مستويات التلوث بعد ذلك جاءت على الأرجح من مياه الصرف الصحي عند المنبع

جهود باريس لتنظيف النهر

للتحضير لألعاب باريس، قامت المدينة ببناء حوض عملاق لالتقاط مياه الأمطار الزائدة ومنع تدفق النفايات غير المعالجة إلى النهر، كما قامت بتجديد نظام الصرف الصحي وتحديث محطات معالجة المياه.

أكدت يوفين على قيام مدينة باريس بالكثير من العمل لتنظيف نهر السين، لكنها لا تستطيع السيطرة على الطقس.

فيما صرح مسؤولو المدينة أن الأمطار التي هطلت خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية للألعاب الأولمبية ملأت 20٪ من الحوض، لذا فإن مستويات التلوث بعد ذلك جاءت على الأرجح من مياه الصرف الصحي عند المنبع.

ما هي الجراثيم الموجودة في النهر؟

كشفت اختبارات جودة المياه في يونيو عن مستويات غير آمنة من بكتيريا الإشريكية القولونية – الموجودة في الجهاز الهضمي والفضلات البشرية والحيوانية – على الرغم من أن النتائج في أوائل يوليو أظهرت تحسنًا.

وقالت يوفين إن معظم السلالات ليست ضارة، لكن الأعداد الكبيرة يمكن أن تجعلها بكتيريا خطيرة.

وفي هذا السياق تقوم مجموعة مراقبة بإجراء اختبارات يومية في أربع نقاط، للبحث عن بكتيريا الإشريكية القولونية وبكتيريا المكورات المعوية، والتي تشير إلى وجود مادة برازية وجراثيم محتملة تحمل المرض.

ومن جانبه اعتبر الاتحاد العالمي للترياثلون أن مستويات الإشريكية القولونية التي تتجاوز 900 وحدة مكونة للمستعمرة لكل 100 ملليلتر غير آمنة.

ومع ذلك، رأت يوفين أنه من المرجح أن يأخذ المسؤولون في الاعتبار عوامل إضافية، مثل الطقس، عند اتخاذ القرارات بشأن جودة مياه النهر، حيث يمكن يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تقتل البكتيريا وتخفض مستوياتها في الأيام المشمسة.

حذرت يوفين من احتمالية تعرض الرياضيين لهذه المشاكل الصحيحة، وذكرت أن الرياضيون شباب، وهم في أفضل حالاتهم، لذا سيكونون أكثر مقاومة مقارنة بغيرهم، ولكن هذا لا يعني استبعاد إصابتهم بهذه الأمراض

ماذا يحدث عندما تسبح في مياه ملوثة؟

تؤدي السباحة في الماء الذي يحتوي على مستويات غير آمنة من البكتيريا إلى مشاكل صحية متعددة، مثل:

• اضطراب في المعدة

• مشاكل في الأمعاء

• انتقال العدوى من خلال الجروح المفتوحة

• الإسهال (يمكن أن يحدث بسبب جرعة واحدة من الماء الملوث)

• التهابات المسالك البولية أو التهابات الأمعاء (بسبب الجراثيم)

• الإنتان (حالة خطيرة تهدد الحياة، يمكن أن تسببها الجراثيم الموجودة في المياه الملوثة)

حذرت يوفين من احتمالية تعرض الرياضيين لهذه المشاكل الصحيحة، وذكرت أن الرياضيون شباب، وهم في أفضل حالاتهم، لذا سيكونون أكثر مقاومة مقارنة بغيرهم، ولكن هذا لا يعني استبعاد إصابتهم بهذه الأمراض.

المصدر:

AP