عبّر جنود بجيش الاحتلال الإسرائيلي من الذين شاركوا في الحرب على غزة عن رفضهم العودة لمواصلة القتال في القطاع مرة أخرى، موجهين انتقادات لاذعة لقادتهم، الذين يدعون دومًا تمتع قواتهم بأخلاق لا يضاهيها جيش آخر في العالم.
إسرائيل تواجه تمردًا من جنود الجيش
بالنسبة للمسعف العسكري الإسرائيلي يوفال جرين، كان الأمر بإحراق منزل هو الذي جعله يقرر إنهاء خدمته الاحتياطية.
أمضى جرين 50 يوما في مدينة خان يونس بجنوب غزة في وقت سابق من هذا العام مع وحدته المظلية، حيث كان ينام في منزل مضاء فقط بأضواء خرافية تعمل بالبطارية وسط الركام والدمار.
بدأت تساوره الشكوك حول غرض الوحدة هناك قبل أشهر عندما سمع عن رفض إسرائيل الموافقة على مطالب حماس بإنهاء الحرب، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن.
وغرين هو واحد من ثلاثة جنود احتياط إسرائيليين قالوا لصحيفة الأوبزرفر إنهم لن يعودوا إذا تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية في غزة. وقد أدى الثلاثة في السابق الخدمة العسكرية الإجبارية في جيش الدفاع الإسرائيلي.
لكن السلوك المدمر الذي يقول جرين إنه شاهده من جنود آخرين لم يؤد إلا إلى تغذية الشكوك التي حملها إلى غزة، واليأس مما وصفه بدائرة العنف.
وقال إنه بقي بعيدًا عن الشعور بالواجب في رعاية أولئك الموجودين في وحدته، والذين كان يعرفهم خلال سنوات خدمته العسكرية الإجبارية. وأضاف أنهم شعروا بالغضب بعد رؤية الدمار الذي خلفته هجمات حماس على البلدات الإسرائيلية.
قال “غرين”: “كنت أرى الجنود يقومون بالرسم على الجدران أو يسرقون دائمًا، وكانوا يدخلون المنزل لأسباب عسكرية، للبحث عن أسلحة، لكن كان من الممتع أكثر البحث عن تذكارات”.
وأضاف: “في وقت مبكر من هذا العام تلقينا أمرًا بإحراق منزل كنا بداخله، وعندما سألت قائدي لم أتلق إجابات كافية، فعلمت أننا كنا نفعل كل هذا بلا سبب، وغادرت في اليوم التالي”.
يمثل الجنود الاحتياطيون الثلاثة الذين يتحدثون علنًا عن عدم رغبتهم في العودة إلى الخدمة أقلية، لأن الرفض العسكري في إسرائيل يعتبر غير قانوني عادة.
في الشهر الماضي، وقع 41 جندي احتياط رسالة مفتوحة تعلن أنهم لن يستمروا في الخدمة في الهجوم على مدينة رفح جنوب غزة.
وكتب الجنود حينها: “لقد أثبت النصف عام الذي شاركنا فيه في جهود الحرب أن العمل العسكري وحده لن يعيد الرهائن إلى الوطن. كل يوم يمر يعرض حياة الرهائن والجنود الموجودين في غزة للخطر، ولا يعيد الأمن للذين يعيشون على الحدود الجنوبية والشمالية”.
وقال معلم التربية المدنية تال فاردي، الذي درب مشغلي الدبابات الاحتياطية في شمال إسرائيل خلال فترته الأخيرة في جيش الاحتلال: “أي شخص عاقل يمكنه أن يرى أن الوجود العسكري لا يساعد في إعادة الرهائن”.
وتابع: “إذا لم نكن سنعيد الرهائن، كل ما يفعله هذا هو التسبب في المزيد من الموت على جانبنا أو على الجانب الفلسطيني.. لا أستطيع تبرير هذه العملية العسكرية بعد الآن، وأنا غير مستعد لأن أكون جزءًا من جيش يفعل هذا”.
وقال: “في الواقع، بعض هذه العمليات قد عرّضت الرهائن للخطر، كما أن الجيش قتل البعض منهم عن طريق الخطأ”، في إشارة إلى حادثة في ديسمبر الماضي، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت ثلاثة رهائن في غزة كانوا يقتربون منهم رافعين أعلامًا بيضاء، في ما قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنه حالة خطأ في الهوية.
المصادر: