ثقافة

منطقة الفاو الأثرية.. موطن الحضارات الإنسانية المتعاقبة على مر التاريخ

نجحت المملكة في تسجيل المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية الواقعة بمنطقة الرياض في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، بوصفه موقعًا ثقافيًا يمتلك قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، وذلك خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة بمدينة نيودلهي في جمهورية الهند خلال الفترة من 22 إلى 31 يوليو.

جاء انضمام منطقة الفاو الأثرية الواقعة بمنطقة الرياض في قائمة التراث العالمي لمنظمة “اليونسكو”، بعد اكتشاف العديد من المواقع الأثرية التي ترجع إلى عصر فجر التاريخ.

نظرة على تاريخ قرية الفاو العريق

في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض تقع “منطقة الفاو الأثرية” التي انضمت لقائمة التراث العالمي باليونسكو، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كيلومتر مربع، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كيلومتر مربع، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممرًا ضيقًا يسمى “الفاو”.

تضم المنطقة مواقع أثرية منذ عصر فجر التاريخ، ويحتوي على مظاهر متنوعة فيها تفاعل الإنسان مع بيئته، ومنها: الأدلة الأثرية التي تعود إلى إضافة إلى المقابر الكبيرة التي تشكّلت بتشكيلاتٍ واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية قديمة.

كما تحتوى على مواقع عديدة من العناصر الحضارية والمعمارية التي تُنسب إلى مدينة القوافل التي وُجدت في القرية، ومنها واحة قديمة احتوت على مجموعة من أنظمة الري، وهي معززة بمجموعة استثنائية من الاكتشافات الأثرية والفنون الصخرية، ومجموعة من النقوش الكتابية القديمة.

وجرى مسح لهذه المنطقة من قبل فريق سعودي من الهيئة بالتعاون مع فريق من خبراء دوليين باستخدام أحدث وسائل تقنيات المسح الأثري، ونتج عن المسح العديد من المكتشفات الأثرية أهمها؛ الكشف عن منطقة لمزاولة شعائر العبادة لسكان الفاو في الواجهة الصخرية لأطراف جبال طويق المعروفة باسم “خشم قرية” إلى الشرق من موقع الفاو الأثري، حيث عُثر على بقايا معبد بُني من الحجارة، وعُثر فيه على بقايا مائدة لتقديم القرابين، كما عُثر على العديد من النقوش التعبدية المنتشرة في المكان.

كما تم اكتشاف بقايا مستوطنات بشرية تعود للعصر الحجري الحديث قبل 8000 سنة، وتوثيق وتصنيف أكثر من 2807 مقابر منتشرة في الموقع، صنفت إلى ست مجموعات تمثّل فترات زمنية مختلفة.

موطن العديد من الحضارات الإنسانية على مر التاريخ

بدأت الأعمال الميدانية في موقع الفاو في سبعينات القرن الماضي بجهود جامعة الملك سعود بقيادة عالم الآثار السعودي الدكتور عبدالرحمن الأنصاري، حيث استمرت لأكثر من أربعين عاماً، كشف خلالها عن العديد من الجوانب الثقافية للموقع أبرزها؛ المنطقة السكنية، منطقة السوق، المعابد، والمقابر، ونشرت النتائج في سبع مجلدات تحتوي على نتائج هذه الأعمال الأثرية.

وتواصل هيئة التراث جهودها في الكشف عن مواقع التراث الثقافي في المملكة وحمايتها، ونشرها للتعريف بها داخلياً وخارجياً؛ لتعكس الغنى التراثي والتاريخي للمملكة التي تثبت أنها كانت موطناً للعديد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة على مر التاريخ.

المصادر:

واس