أظهرت دراسة نشرت اليوم الأربعاء فعالية الحقن التي تُعطى مرتين سنويًا في منع إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين النساء بنسبة 100%.
أجريت الدراسة على نحو خمسة آلاف امرأة في جنوب أفريقيا وأوغندا، ولم تكشف عن أي إصابة بين النساء اللاتي تلقين اللقاح، بينما أصيب نحو 2% من النساء اللاتي تناولن حبوب الوقاية اليومية.
انتشار عالمي محتمل
أُطلق اللقاح بواسطة شركة الأدوية الأمريكية جيلياد تحت اسم Sunlenca، ويُباع في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا كعلاج لفيروس نقص المناعة البشرية، وليس كوقاية.
تنتظر شركة جيلياد نتائج الاختبار على الرجال قبل طلب الإذن باستخدام اللقاح للحماية من العدوى.
ومن جانبه أعرب سليم عبد الكريم، مدير مركز أبحاث الإيدز في ديربان بجنوب أفريقيا، عن دهشته من مستوى الحماية المذهل الذي وفره اللقاح.
تحديات الاستمرار في الوقاية
تشير الدراسة إلى أن الاستخدام المستمر لحبوب الوقاية كان مشكلة في أفريقيا، حيث تناول نحو 30% فقط من المشاركين حبوب تروفادا أو ديسكوفي الوقائية، وأن تلقي حقنة مرتين فقط في العام سترفع نسبة الإستخدام المستمر.
وتوقعت أولويثو كيميلي، عاملة صحية في مؤسسة ديزموند توتو الصحية، أن تؤدي الحقن الجديدة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يأتون لتلقي الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وإبطاء انتشاره.
وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2023 سيكون أقل من أي وقت مضى منذ أواخر الثمانينيات.
أزمة التكلفة
أعرب الخبراء عن قلقهم من أن جيلياد لم توافق بعد على سعر معقول للحقن لأولئك الذين يحتاجون إليها أكثر، وقالت الشركة إنها ستسعى إلى “برنامج ترخيص طوعي” للسماح لعدد محدود من منتجي الأدوية الجنيسة بتصنيعها.
وفي هذا السياق حثت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لوكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، شركة جيلياد على مشاركة براءة اختراع Sunlenca لتوفير نسخ رخيصة منه للدول الأكثر فقراً، مؤكدة أن الحقن يمكن أن تعكس مسار الوباء إذا تم توفيرها بأسعار مناسبة.
وأوضحت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن Sunlenca يكلف مرضى الإيدز أكثر من 40 ألف دولار سنوياً في الولايات المتحدة، دون حساب ما قد تتحمله الحكومات أو المنظمات الصحية الدولية لتخفيض سعره أمام الجمهور كنوع من الجهود المبذولة للقضاء على فيروس الإيدز.
وقدر أندرو هيل من جامعة ليفربول أن سعر علاج Sunlenca ينبغي أن ينخفض إلى نحو 40 دولارًا لكل علاج بمجرد توسيع إنتاجه لعلاج 10 ملايين شخص.
تُباع لقاحات أخرى للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، مثل “أبريتيود” الذي يُعطى كل شهرين، بسعر 180 دولارًا أمريكيًا للمريض الواحد سنويًا، حيث يبقى سعر باهظ لمعظم البلدان النامية خاصة في إفريقيا.
المصدر: