أعلنت وكالة تتبع المناخ، التي تراقب درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين، أن يوم الأحد الماضي كان الأكثر حرارة في التاريخ المسجل.
ووصلت درجة الحرارة العالمية في 21 يوليو إلى 71.09 درجة مئوية، مما جعله اليوم الأكثر سخونة على الأرض منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1940 على الأقل، وفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
تكرار الأرقام القياسية
هذا هو العام الثاني على التوالي الذي تصل فيه درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، ولا يبدو أنه سيكون الأخير، حيث يؤدي تلوث الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية جديدة.
وعلى الرغم من أن تسجيل درجات الحرارة بدأ من منتصف القرن العشرين، ألا أن السنوات الجارية هي الأكثر دفئًا التي شهدها الكوكب منذ 100 ألف عام على الأقل، وفقًا للعلماء الذين درسوا بيانات المناخ المستخرجة من نوى الجليد والشعاب المرجانية.
ليس تأثير النينيو
تتقلب درجات الحرارة العالمية بناءً على عوامل طبيعية مثل المواسم وأنماط المناخ واسعة النطاق والنشاط الشمسي، بالإضافة إلى عوامل غير طبيعية مثل التلوث الناجم عن النشاط البشري، وخاصة حرق الوقود الأحفوري.
يدفع هذا التلوث درجات حرارة الكوكب إلى الارتفاع بشكل مطرد، ورغم أن الأرقام القياسية في درجات الحرارة العالمية عادة ما تُكسر بأجزاء صغيرة من الدرجة، فإن درجة الحرارة في يوم الأحد كانت أعلى بمقدار 0.01 درجة مئوية فقط من الرقم القياسي السابق لعام 2023.
أرجع العلماء الرقم القياسي المسجل العام الماضي إلى تزامن ظاهرة النينيو، وهي نمط مناخي طبيعي في المحيط الهادئ له تأثير احتراري
بينما يأتي الرقم القياسي لهذا العام في وقت تختفي فيه ظاهرة النينيو وتنتقل إلى مرحلتها الباردة “النينيا”، مما يسلط الضوء على التأثير الكبير لأزمة المناخ الناجمة عن الأنشطة البشرية.
قلق العلماء
أوضح كارلو بونتيمبو، مدير كوبرنيكوس، أن هذه الأرقام القياسية الأخيرة مذهلة، وأضاف: “نحن الآن في منطقة مجهولة تمامًا، ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ، فمن المؤكد أننا سنرى أرقامًا قياسية جديدة يتم تحطيمها في الأشهر والسنوات المقبلة”.
واشار تحليل كوبرنيكوس إلى أن الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة العالمية يرتبط بتأثير قوي على أجزاء كبيرة من القارة القطبية الجنوبية، ويشكل الاحترار السريع لهذه القارة الجليدية اتجاهًا يثير قلق العلماء نظرًا لقدرة المنطقة على التسبب في ارتفاع كارثي في مستوى سطح البحر.
المصدر: