سياسة

انسحاب بايدن يظهر تباينًا حادًا بين التغطية الإعلامية اليسارية واليمينية

الأمور كانت ستبدو مختلفة لو كان بايدن يتمتع بدعم وسائل إعلام موالية له بشكل أعمى، كما حدث مع دونالد ترامب

واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات سياسية صارخة دفعته إلى اتخاذ قرار غير مسبوق بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية 2024.

ويرى الكاتب الصحفي في شبكة سي إن إن الأمريكية أوليفر دارسي أن الأمور كانت ستبدو مختلفة لو كان بايدن يتمتع بدعم وسائل إعلام موالية له بشكل أعمى، كما حدث مع دونالد ترامب الذي استفاد من دعم قناة فوكس نيوز وجيش من وسائل الإعلام الموالية لحركة “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً”.

وسائل الإعلام اليسارية والانتقادات القاسية

أكد أوليفر دارسي أن ترامب قد اعتمد على دعم وسائل الإعلام اليمينية لحمايته من الفضائح المتلاحقة، وأن بايدن لم يحظَ بمثل هذه الدفاعات عندما أثيرت تساؤلات حول عمره وذكائه العقلي.

وأوضح دارسي أن التغطية الإعلامية لبايدن استمرت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية في تسليط الضوء على الأداء الضعيف للرئيس، متشهدًا بدعوة صحيفة نيويورك تايمز بايدن إلى الخروج من السباق بعد أدائه الضعيف في مناظرة سي إن إن.

وأشار أوليفر دارسي أيضًا إلى المقال اللاذع الذي كتبه محرر نيويوركر ديفيد رمنيك يحثه فيه على التنحي، بالإضافة إلى تساؤلات وسائل إعلام مثل سي إن إن عن قدرة بايدن على شن حملة قوية ضد ترامب.

سلط دارسي الضور على حفاظ وسائل الإعلام اليمينية على دعمها المطلق لترامب، حيث دافعت عنه وهاجمت أي شخص تجرأ على التشكيك في أفعاله، بينما لم تتردد وسائل الإعلام اليسارية في توجيه الانتقادات لبايدن

مقارنة بين الإعلام اليساري واليميني

ذكر دارسي في مقاله أنه حتى قناة إم إس إن بي سي التقدمية لم توفر ملاذاً آمناً لبايدن من الانتقادات الحادة، حيث أن مضيفو القناة، بقيادة راشيل مادو أعطوا مساحة كبيرة لضيوفهم في اللحظات التي أعقبت المناظرة مباشرة لإبداء مخاوفهم بشأن أداء بايدن الكارثي.

وأبدى أوليفر دارسي استغرابه من أنه على الرغم من أن جزءاً كبيراً من مشاهدي القناة أبدوا رغبتهم في عدم سماع انتقادات لبايدن، إلا أن الانتقادات استمرت في الظهور بوضوح.

ومن الناحية الأخرى سلط دارسي الضور على حفاظ وسائل الإعلام اليمينية على دعمها المطلق لترامب، حيث دافعت عنه وهاجمت أي شخص تجرأ على التشكيك في أفعاله، بينما لم تتردد وسائل الإعلام اليسارية في توجيه الانتقادات لبايدن، مشيرًا إلى أن هذا التباين يعكس الواقع الأخلاقي الذي يتدفق عبر وسائل الإعلام ويمتد إلى حد كبير إلى الشخصيات التقدمية.

وشدد أوليفر دارسي على أن وسائل الإعلام لعبت دوراً بارزاً في تفكيك حملة بايدن من خلال توفير منتدى لطرح الأسئلة حول قدرته على الاستمرار في السباق، وأنها لو كانت قد غضت الطرف ووفرت الغطاء لبايدن، ربما لم يشعر بالحاجة إلى التخلي عن مساعيه للفوز بولاية ثانية.

المصدر:

cnn