يبدو أن الاتحاد الأوروبي، قرر معاقبة المجر بسبب مواقفها الأخيرة من الحرب الأوكرانية، بعد إعلان حرمانها من حق استضافة اجتماع مرتقب لوزراء خارجية الاتحاد، ليعقد في بروكسل.
جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال إن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية والدفاع بالاتحاد الأوروبي سيعقد في بروكسل وليس في المجر، بحسب “CNBC”.
“عواقب” مخالفة الاتحاد الأوروبي
“بوريل” أضاف للصحفيين في بروكسل: “علينا أن نرسل إشارة، حتى لو كانت رمزية، مفادها بأنه إذا خالفنا السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، يجب أن يكون لهذا بعض العواقب”.
كما أوضح أنه اتخذ قرارًا بعقد الاجتماع المقبل في بروكسل بعد أن انتقد كل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تقريبًا، موقف المجر المعلن بشأن كييف وروسيا والحرب في أوكرانيا.
تصاعدت التوترات بين الاتحاد الأوروبي وبودابست، بعد أن قام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بما أسماه “مهمة سلام” في أوكرانيا وروسيا والصين في وقت سابق من يوليو الجاري، دون دعم الاتحاد الأوروبي.
حليف “بوتين” في أوروبا
ومنذ ذلك الحين، أثار “أوربان” الذي يُنظر إليه على أنه حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغضب في بروكسل عندما وصف سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة الأوكرانية بـ”مؤيدة للحرب”.
وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إن عددًا من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أعربوا عن عدم رغبتهم في الذهاب إلى بودابست لحضور اجتماعهم المقبل لوزراء الخارجية والدفاع، والذي من المقرر عقده في أواخر أغسطس.
وأكد أن “جميع الدول الأعضاء -باستثناء واحدة- تنتقد بشدة هذا السلوك” من المجر، مضيفًا أنه يعتقد أنه من المناسب إظهار هذا الشعور والدعوة إلى الاجتماعات المقبلة لمجلسي الخارجية والدفاع في بروكسل، وليس بودابست.
حرمان وليس مقاطعة
ومع ذلك، تابع أن هذه الخطوة ليست “مقاطعة” للمجر وأن البلاد ستكون حاضرة في الاجتماع المقبل، موضحًا: “الاجتماع سيعمل بالمشاركة الكاملة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
من ناحية أخرى، وصف وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، قرار تجريد المجر من واجبات الاستضافة بأنه “صبياني”، وقال للصحفيين: “أنا حقًا لا أريد الإساءة إلى أي شخص، لكن ربما يكون هذا نقاشًا على مستوى رياض الأطفال”، وفقًا لـ”رويترز”.
الاتحاد الأوروبي والمجر، الدولة العضو في الاتحاد، اشتبكا مرارًا وتكرارًا بشأن العلاقات الدبلوماسية المستمرة بين أوكرانيا وبودابست وعلاقات الطاقة مع روسيا.
يعد قرار تجريد المجر من حق استضافة الاجتماع غير الرسمي المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أحدث تخفيضًا في العلاقات بين الكتلة والمجر.
وكانت المفوضية الأوروبية منعت بالفعل المفوضين من حضور الاجتماعات التي عقدت في المجر خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في بداية يوليو.
“حرب استنزاف”
وتفضل المجر، التي تقع على الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي، وقف إطلاق النار والمفاوضات لحل الصراع في أوكرانيا، بدلًا من ما تعتبره مساعدة مستمرة من الاتحاد الأوروبي تمكن كييف من مواصلة خوض حرب استنزاف، كما تقول بودابست إن تفوق روسيا من حيث القوة البشرية والموارد يجعل الحرب غير قابلة للانتصار.
وترفض كييف بشدة هذا الموقف، ويقول حلفاؤها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، إنهم يساعدون أوكرانيا في الدفاع عن سلامة أراضيها وسيادتها بعد الغزو الروسي غير المبرر. وانتقد الاتحاد الأوروبي اجتماع أوربان الأخير مع فلاديمير بوتين في موسكو، قائلًا إن “الاسترضاء” لن يوقف الزعيم الروسي.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، لـ”CNBC” إنه لا يوجد حل لهذا الصراع في ساحة المعركة، كما أكد أنه يرى أن مهمته تتمثل في تغيير سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا.
وأوضح: “مهمتي هي إقناعهم بالتحول من السياسة المؤيدة للحرب إلى أخرى مؤيدة للسلام”.
“إنهم يعتقدون أنهم قادرون على تدمير الجيش الروسي.. لكنني لا أصدق ذلك على الإطلاق، لأنني أعرف الروس، وأعرف الاتحاد السوفيتي، وأعرف الأوكرانيين. أنا أنتمي إلى دولة مجاورة. أنا أعرف السياق كله”.. أكد أوربان.
جاءت تصريحات “أوربان” أثناء حضوره اجتماع الجماعة السياسية الأوروبية في قصر بلينهايم بإنجلترا، الأسبوع الماضي، والتي أكد فيها أيضًا: “من المستحيل إيجاد حل في ساحة المعركة، سنفقد كل يوم الآلاف من الأبرياء”.