بعدما أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس، عن قرارته الجريئة التي شملت حل مجلسي السيادة الذي كان يترأسه، والوزراء، وإقالة جميع الولاة في المحافظات، أصبح محط أنظار العالم أجمع، فمن هو هذا الرجل الذي أعلن بنبرة حازمة أنه يريد “تصحيح الثورة”؟
المولد والنشأة
ينحدر البرهان البالغ من العمر 61 عامًا من قرية “قندتو” على الضفة الشرقية لنهر النيل غرب مدينة “شندى”، إذ نشأ فيها قبل انتقاله إلى الخرطوم، والتحاقه بالقوات المسلحة الدفعة 31، وكانت أول مهمة حساسة يقوم بها وهو برتبة مقدم عندما عمل في ولاية وسط دارفور غربي السودان، لينتقل لاحقًا للعمل كملحق عسكري في الصين، ثم كقائد لقوات حرس الحدود، ثم رئيس لأركان القوات البرية، قبل أن يصبح مفتشًا عامًا للجيش السوداني، ومن أبرز المهام العسكرية التي أوكلها الجيش للبرهان الإشراف على القوات السودانية في اليمن بالتنسيق مع محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع السودانية.
[two-column]
تدرج البرهان في المؤسسة العسكرية عبر مسار طبيعي، من ضابط تنقل في صفوف الجيش إلى رئيس أركان القوات البرية، ومفتش عام الجيش، مرورًا بالعديد من المهام العسكرية الأخرى في الداخل والخارج.
[/two-column]
جنرال بدرجة سياسي
في أغسطس 2019، وبعد عنف في الشارع ومفاوضات مع “ائتلاف قوى الحرية والتغيير” الذي قاد الاحتجاجات الشعبية، وقّع المجلس العسكري اتفاقًا مع الائتلاف عرف بـ “الوثيقة الدستورية” نص على مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها المدنيون والعسكريون السلطة لقيادة البلاد نحو انتخابات وحكم مدني، وترأس البرهان بموجب هذا الاتفاق مجلس السيادة الذي كُلّف بالإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية، وجدير بالذكر أنه عقب تنحي رئيس المجلس العسكري السابق عوض بن عوف ونائبه كمال عبد المعروف، ويملك الفريق أول عبد الفتاح البرهان رصيدًا زاخرًا من الخبرات العسكرية وقدرًا من الحنكة السياسية لا يُستهان به.