عالم

القضاء على الجوع عالمياً.. الأرقام تكشف عن واقع صعب ومستقبل أكثر صعوبة

يمثل القضاء على الجوع تحدياً عالمياً ملحاً، خاصة في البلدان المتأثرة بالصراعات والهشاشة. ويقول البنك الدولي إنه خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، شهدنا زيادة مستمرة في معدلات انعدام الأمن الغذائي في هذه البلدان، حيث يواجه أكثر من 250 مليون شخص أزمة غذائية في عام 2022، معظمهم في أوضاع هشة ومتأثرة بالصراعات.

ويشير “البنك الدولي” إلى استمرار هذه الاتجاهات حتى عام 2030، مع تفاقم التباينات بين مجموعات الدخل. تقنيات التعلم الآلي المستخدمة في قاعدة بيانات آفاق الأمن الغذائي العالمي ساهمت في تعزيز الفهم والتصدي لانعدام الأمن الغذائي، خاصة في البلدان ذات البيانات غير المكتملة والمتاحة بصعوبة.

الصدمات العالمية كأزمة كورونا والنزاعات المسلحة زادت من صعوبة التعافي، وبات تحقيق هدف التنمية المستدامة للقضاء على الجوع بحلول 2030 تحدياً شديد الصعوبة. تعزيز القدرة على الصمود والتكيف يبقى أمراً حيوياً لمواجهة التقلبات المتزايدة، مع التركيز على التدابير الاستباقية وتعزيز الأمن الغذائي في البلدان الأكثر تأثراً.

القضاء على الجوع عالمياً

في بداية القرن الحادي والعشرين، كان انعدام الأمن الغذائي في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات حالياً مماثلاً للوضع في البلدان الأخرى المؤهلة للحصول على دعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، وذلك بعد اتجاه نزولي حتى عام 2007. ومع ذلك، أدت سلسلة من الصدمات إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، التي لم تتعاف حتى الآن.

ومع بداية أزمة الغذاء العالمية في عام 2007، أدت سلسلة من الصدمات العالمية إلى معاناة المزيد من الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وقد زاد عدد هؤلاء من نحو 109 ملايين شخص في عام 2008، إلى ما يقدر بنحو 267 مليون شخص في عام 2022. وما لم تتخذ الإجراءات اللازمة، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 287 مليون شخص بحلول عام 2030.

وتؤدي الأعباء المزدوجة للصدمات المناخية والصراعات العنيفة إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي القائم في العديد من البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، وقد أدت الصدمات العالمية، مثل أزمة جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، إلى تفاقم هذه التحديات، مما جعل التعافي من أزمات الغذاء في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات أبطأ وأكثر صعوبة.

وعلى الرغم من وجود دلائل وشواهد على استقرار أرقام الأمن الغذائي على مستوى العالم حاليا، فمن المتوقع أن ترتفع نسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات أكثر من ذلك. وفي الواقع، أصبح الجوع على مستوى العالم يتركز بشكل متزايد في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فبحلول عام 2030 سيكون نحو ثلث سكان العالم الذين يعانون الجوع في بلدان متأثرة بأوضاع الهشاشة والصراع والعنف. ويمثل هذا ارتفاعاً المعدل المتمثل في نحو شخص واحد يعاني من الجوع من بين كل سبعة أشخاص في عام 2007.

أزمات متشابكة

ومع استمرار ظهور الأزمات الغذائية والمناخية والأمنية وتشابكها، علينا الاستعداد لتجاوز الأزمة التالية وبناء القدرة على الصمود في أكثر الأماكن تعرضاً للأخطار في العالم. ويستجيب البنك الدولي في الوقت الحالي من خلال تحسين سرعة التمويل الذي يقدمه وزيادة مرونته، وفق البنك الدولي.

وفي وقت سابق من هذا العام، أطلق البنك الدولي الدليل الموسع للتصدي للأزمات، وهذا الدليل يتيح للبلدان إعادة توجيه أموال البنك التي لم يتم صرفها على وجه السرعة للتصدي لحالات الطوارئ، مع إتاحة جوانب مرونة جديدة لمساعدة البلدان على توفير المزيد من الموارد الطارئة استعداداً لمواجهة الأزمات في المستقبل. كما نساعد البلدان على رصد ومتابعة حالة الأمن الغذائي باستخدام أدوات أسرع وتعتمد على البيانات، وتدعيم استعدادها، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة بيئة عالمية تتزايد فيها التقلبات من خلال خططنا للتأهب في مواجهة أزمات الأمن الغذائي والتغذوي.

اقرأ أيضاً: