شهدت العاصمة العُمانية مسقط، مساء الإثنين الماضي، حادث إطلاق نار، ما أسفر عن 6 قتلى وإصابة 28 آخرين.
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام، فإن الحادث وقع بالقرب من مسجد شيعي في منطقة الوادي الكبير، وأسفر كذلك عن مقتل المهاجمين الثلاثة على يد قوات الأمن.
وأظهرت مقاطع الفيديو حشودًا تركض للاحتماء في المسجد مع سمع دوي إطلاق النار، تزامنًا مع الاحتفالات بذكرى عاشوراء.
وأظهرت مقاطع الفيديو أصوات المصلين وهم يهتفون “يا الله”، و”يا حسين”، و”أنا هنا يا حسين”.
وحتى الآن لم تضح هوية الضحايا أو حتى المسلحين المقتولين أو أسباب الهجوم، ولكن باكستان قالت إن 4 من مواطنيها قتلوا في الهجوم الإرهابي على مسجد الإمام علي، وأعلنت الهند كذلك مقتل أحد مواطنيها.
تبني الهجوم
تبنى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أمس الثلاثاء، الهجوم على المسجد في سلطنة عمان.
ونشر التنظيم مقطع فيديو عبر حسابه على تلغرام، والذي قال إنه تسجيل مصور للهجوم.
وبحسب ما نقلته رويترز عن التنظيم، تسبب الهجوم في مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصًا و5 من القوات العمانية.
بدورها أعلنت جماعة الدولة الإسلامية الجهادية السنية أن ثلاثة من أعضائها متورطون في الهجوم، وأقاموا احتفالًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل ذلك، استهدف تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من مرة تجمعات الشيعة في دول عدة، ولكنها المرة الأولى التي يُعلن عن مسؤوليته لهجوم في عُمان، ويرجع ذلك لأن الشيعة يشكلون أقلية هناك.
إنهاء التعامل مع الحادث
أمس، أعلنت الشرطة العمانية والأجهزة الأمنية إنهاء إجراءات التعامل مع الحادث.
وقالت السلطات إنه من بين الضحايا 4 من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف، وتم نقلهم لتلقي العلاج.
وفي نفس الوقت تستمر التحقيقات في ملابسات الحادث، إلى جانب عمليات التحري والبحث.
وناشدت الشرطة العمانية بضرورة الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية والابتعاد عن المعلومات غير الموثوقة.
تقديم الدعم
منذ الإعلان عن الحادث أبدت باكستان دعمها الكامل إلى سلطنة عُمان، وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف تعاطفه مع أهالي الضحايا.
وكتب على حسابه في تويتر “لقد وجهت سفارة باكستان في مسقط بتقديم كل المساعدة الممكنة للمصابين وزيارة المستشفيات شخصيا”.
وأعلنت السفارة الباكستانية في عُمان عن أسماء الضحايا وهم: غلام عباس وحسن عباس وسيد قيصر عباس وسليمان نواز.
وقالت السفارة أيضًا إن هناك 30 باكستانيًا آخرين يتلقون العلاج في المستشفيات.
وكشف السفير الباكستاني، عمران علي، أن المهاجمين فتحوا النار في البداية من مبنى مجاور للمسجد، حيث تجمع مئات الأشخاص للصلاة.
وفي هذا الوقت، احتجز المسلحين عدد من الرهائن من المصلين قبل أن تقوم القوات العمانية بتحريرهم بعد ذلك.
وقالت السفارة الهندية إنها علمت من وزارة الخارجية العمانية بمقتل مواطن هندي وإصابة آخر، دون تحديد هويتهما.
من جانبها، أشادت المملكة ممثلة في وزارة خارجيتها بالإجراءات التي اتخذتها السلطات العُمانية في التعامل مع الحادث.
وأعربت السعودية عن تضامنها مع عُمان الشقيقة، مقدمة خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
دولة مستقرة
تُعتبر سلطنة عُمان واحدة من أكثر الدول أمانًا واستقرارًا في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أهلها لتقوم بدور كبير في محولات الوساطة في النزاعات والصراعات.
وتضم سلطنة عُمان 4.6 مليون نسمة، 40% منهم أو أكثر من الأجانب.
ولا توجد إحصاءات رسمية عن الانتماءات الدينية، ولكن بحسب وزارة الخارجية الأمريكية هناك 95% من السكان مسلمون منهم 45% إباضية، و5% شيعة.
وتتوزع الـ5% الباقية بين البوذيين والهندوس والبوذيين والمسيحيين.
المصدر: BBC
