سياسة

دعم المليارديرات.. مساندة قد تتحول لنقمة على ترامب

في إعلان صريح عن دعمه دونالد ترامب للفوز بولاية رئاسية ثانية، تعهد الملياردير إيلون ماسك، بمساندة مالية لحملة المرشح الرئاسي قدرها 45 مليون دولار شهريًا.

وبحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن التعهدات بدعم ترامب ماليًا جاءت في أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها الأخير قبل أيام خلال تجمع انتخابي.

وسيحقق ترامب الرقم القياسي لأكبر تبرع نقدي سياسي في تاريخ الانتخابات الأمريكية، حال نجاح تلك الأموال في دعمه.

وبينما يبدو أن تلك الأموال قد تكون بمثابة دفعه كبيرة لحملة ترامب في السباق الانتخابي، يعكس الواقع تفسير أكثر منطقية.

دعم المليارديرات.. مساندة قد تتحول لنقمة على ترامب
تعرض تراب لمحاولة اغتيال فاشلة في 13 يوليو خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا

كيف تضر أموال الدعم بترامب؟

يُعتبر الدعم المالي عملية مصلحة متبادلة بين المرشح الذي يتطلع للأموال التي تساهم في مساندة حملته الانتخابية، وبين الداعم السياسي الذي يسعى للتواجد في عملية تشكيل الإدارة السياسية من خلال أمواله.

وهذا يمنح الداعم فرصة لطلب التأييد أو الدعم بعد فوز مرشحهم الذين راهنوا عليه.

ولكن الأمر لا يسير وفق هذا السيناريو دائمًا، إذ إن المرشح الآخر المنافس للمرشح المدعوم ماليًا وهو “بايدن” في هذا السيناريو، سيعمل على استغلال الموقف ليظهر في مكان المرشح العادي الذي يحارب مصالح أصحاب الأموال.

ولم يقتصر دعم ترامب على إيلون ماسك فقط، بل إن المرشح الجمهوري حظي بدعم من قطب صناديق التحوط، بيل أكمان، بعد محاولة الاغتيال.

ويبدو أيضًا أن المستثمرين المليارديرين كين جريفين من سيتاديل وبول سينجر من إليوت مانجمنت يصطفون خلف ترامب.

وعلى مدار الشهرين الماضيين، تلقى ترامب دعمًا كبيرًا من أموال المليارديرات مثل: ستيف شوارزمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، وبارونة الكازينو ميريام أديلسون.

كما قدم وريث البنوك، تيم ميلون، للجنة العمل السياسي لترامب 50 مليون دولار بعد أن أدانت هيئة محلفين في نيويورك ترامب في 34 تهمة بالاحتيال التجاري في مايو.

وقد قدم أكبر خمسة مانحين للجان السياسية في دورة الانتخابات هذه 309 ملايين دولار للجمهوريين ولم يقدموا أي شيء تقريبا للديمقراطيين.

دعم المليارديرات.. مساندة قد تتحول لنقمة على ترامب
قد تفقد المنح الضخمة المقدمة لترامب أثرها الإيجابي إذا استغلها بايدن للظهور بمظهر المرشح العادي الذي لا يحظى بدعم مادي من المليارديرات

كيف تستفيد حملات المرشحين من أموال المانحين؟

على الأغلب تذهب تلك الأموال إلى ما يسمى “اللجان السياسية المستقلة” في الحملة الانتخابية التي تعمل لصالح مرشح معين، والتي يقوم عملها على نشر الإعلانات أو انتقاد الخصم.

ولكن لا تستفيد الحملة بشكل مباشر من تلك الأموال المقدمة للجان، سواء من خلال دفع أجور موظفي الحملة أو تمويل استطلاعات الرأي والأبحاث التي تستخدمها الحملة نفسها.

وتذهب الكثير من الأموال التي جمعتها اللجان إلى تمويل الإعلانات التي لا تحظى بتأثير كبير خصوصًا خلال الأسابيع التي تسبق يوم الاستحقاق السياسي.

وتضع القوانين حدودًا لما يمكن أن يتبرع به أي شخص لحملة انتخابية، وهو 3300 دولار لكل متبرع في عام 2024.

ويكون الدعم المادى الممنوح للحملات الانتخابية من المانحين الصغار الذين يلتزمون بالحد القانون للتبرع هو الأهم، ويتساوى كلا من ترامب وبايدن في هذه الناحية.

هل تدفع منح المليارديرات أي مرشح للفوز؟

بحسب الواقع لا، ويمكن الاستشهاد بانتخابات عام 2012 لتوضيح تأثير المانحين الذين قدموا ملايين الدولارات للجان العمل السياسي في حملات المرشحين.

وفي الانتخابات التي تنافس فيها أوباما مع ميت رومني، حصل الأخير على دعم أكبر مانح في هذا العام وهو سيلدون أديلسون، والذي قدم وزوجته ميريام 93 مليون دولار لقضايا الحزب الجمهوري.

ويلغ إجمالي ما حصل عليه ميت رومني في هذا العام ما قدره 145 مليون دولار، في المقابل حصل أوباما على 75 مليون دولار.

دعم المليارديرات.. مساندة قد تتحول لنقمة على ترامب
تلقى رومني منحًا صخمة خلال انتخابات 2012، ومع ذلك فاز أوباما بالانتخابات هذا العام

ومع ذلك، تفوق أوباما على رومني بين المانحين الصغار، 739 مليون دولار مقابل 483 مليون دولار.

وتمكّن أوباما من التغلب على رومني في نوفمبر من ذلك العام، وحصل على 332 صوتًا انتخابيًا.

وتكون أموال المانحين ذات تأثير ضعيف عندما يكون المرشح المنافس على علاقة قوية مع الناخبين العاديين، وهو ما حظي به أوباما في 2012.

وترامب تمتع بتلك الشعبية الكبيرة في عام 2016، وهو أمر فاجأ الجميع حتى المرشحين الآخرين.

ويبدو أن بايدن البالغ من العمر 81 عامًا لا يحظى بنفس العلاقة، خصوصًا بعد تعثراته الأخيرة التي ركّز عليها الإعلام والمرتبطة بعمره.

ومع التدقيق في قدرة بايدن على تولي فترة رئاسية أخرى، ربما تنجح حملات التشهير والدعايا السلبية التي تمولها أموال المانحين للخصم في التأثير على أعداد الناخبين المؤيدين له.

وإذا فشل بايدن في استغلال بذخ التمويل الذي يُمنح لترامب لتحويل الأمر لصالحه، ربما يتعرض لخسارة فادحة في تلك الانتخابات.

المصدر: Yahoo Finance