أحداث جارية سياسة

تبديل مُحتمل في ملعب السياسة الأمريكية.. الاستبداد بديلًا للديمقراطية

أعلن المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، اختيار السيناتور عن ولاية أوهايو، جيمس ديفيد فانس، لتضمين اسمه في أوراق التصويت كنائب له.

لقي هذا الاختيار استحسان الجمهوريين، ولكنه أثار حفيظة الديمقراطيين، الذين هاجموا “ترامب” مرارًا وتكرارًا بزعم أنه يشكّل خطرًا على “الديمقراطية الأمريكية”، ويرون الآن أن اختيار “فانس” تجسيد لهذا الاتجاه.

لماذا يخشى الديموقراطيون أفكار مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس؟

كتب كبير مراسي موقع “VOX”، زاك بوشامب، والذي يُنظر إليه كمدافع عما يُسمى “النموذج الديمقراطي الأمريكي”، مقالًا يوضح فيه أسباب السخط من قرار اختيار جيمس ديفيد فانس.

عبّر “بوشامب” عن إعجابة بديفيد فانس، حيث حكى أن مقابلة جمعتهما في صيف عام 2022 أظهرت كم يتمتع بالذكاء السياسي.

ورغم ذلك، يرى “بوشامب” أن أن نظرة “فانس” للعالم لا تتفق مع “المبادئ الأساسية للديمقراطية الأميركية”.

ونقل “بوشامب” عن عن “فانس” تصريحاته التي قال فيها إنه لو كان نائبًا للرئيس في عام 2020، لكان قد نفذ مخطط “ترامب” لإلغاء نتائج الانتخابات.

وقال كاتب المقال إن المرشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة كنائب لدونالد ترامب جمع التبرعات لمثيري الشغب في اقتحام الكابيتول في 6 يناير من عام 2021.

وأشار “بوشامب” لموقف آخر، حين دعا “فانس” ذات مرة وزارة العدل إلى فتح تحقيق جنائي مع كاتب عمود في صحيفة “واشنطن بوست” كتب مقالًا انتقاديًا عن “ترامب”.

ولإثبات “تطرّف” جيمس ديفيد فانس، أشار “بوشامب” أن الأخير قال في مقابلة “بودكاست”:”يجب أن يطرد ترامب كل بيروقراطي في حكومة الولايات المتحدة ويستبدلهم بموظفينا، وإذا حاولت المحاكم وقف ذلك، فعليه ببساطة أن يتجاهل القانون، كما فعل أندرو جاكسون”.

وأوضح كاتب المقال أن “فانس” يشير إلى قضية عام 1832، والتي قضت فيها المحكمة العليا بأن حكومة الولايات المتحدة بحاجة إلى احترام الحقوق القانونية للسكان الأصليين في ملكية الأراضي.

تجاهل رئيس الولايات المتحدة حنها، الحكم، واستمر في سياسة السماح للبيض بأخذ ما يخص السكان الأصليين، وكانت النتيجة النهائية هي التطهير العرقي لنحو 60 ألفًا من السكان الأصليين.

وبيّن كاتب المقال أن هذا التاريخ يشكّل مصدرًا عميقًا للعار لدى أغلب الأمريكيين؛ بالنظر إلى التعبير عن رئيس استبدادي يتجاهل على سيادة القانون لارتكاب الفظائع.

وأضاف الكاتب: “جي دي فانس هو رجل يعتقد أن الحكومة الحالية فاسدة للغاية لدرجة أن الرد عليها له ما يبرر اتخاذ خطوات جذرية، وحتى استبدادية، ويعتقد أن الرئيس فوق القانون”.

تجسيد للاستبداد

يشير كاتب المقال أن “فانس” نشأ وترعرع فقيرًا في ميدلتاون بولاية أوهايو، هربًا من طفولة صعبة للوصول إلى جامعة ييل لو، ومن ثم إلى عالم رأس المال الاستثماري المربح.

بنى “فانس” على قصة حياته هذه كتابًا صدر عام 2016 بعنوان “مرثاة هيلبيلي” ، والذي كان بين قائمة الأكثر مبيعًا، حيث بدا وكأنه يشرح جاذبية “ترامب” للمضطهدين في أمريكا، مما وضع كاتبه على الخريطة السياسية للبلاد.

كان فانس في عام 2016 خصمًا متحمسًا لترامب، حيث كتب مقالة افتتاحية في صحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان “السيد ترامب غير مناسب لأعلى منصب في أمتنا”، وصف فيها “ترامب” بأنه قد يكون “هتلر أمريكا”.

وبعد ثماني سنوات، غيّر “فانس” قناعاته، إذ يقدم نفسه باعتباره رجلاً شعبويًا اقتصاديًا ويرعى تشريعًا مع السيناتور إليزابيث وارين يقضي بتقليص أجور المصرفيين الفاشلين.

وسلّط “[وشامب” الضوء على ما يعتبره “تحول أكثر تطرفًا”، حيث أصبح “فانس” أحد مناصري ترامب البارزين في مجلس الشيوخ، فيدعمه إلى أقصى حد، ويتفوق عليه في بعض الأحيان في الحماسة المناهضة للديمقراطية.

وأشار كاتب المقال إلى إعجاب “لإانس” بباتريك دينين، أستاذ جامعة نوتردام الذي ألف مؤخرًا كتابًا يدعو إلى “تغيير النظام” في أميركا.

كما أن “فانس” من أشد المعجبين برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو سياسي يميني قام بتمزيق الديمقراطية في بلاده من وجهة نظر الكاتب.

ويرى الكاتب أن “فانس” يمكنه الوصول إلى “طموحات ترامب المظلمة”، و”تمكين كل غرائز ترامب الأسوأ”.

المصادر:

موقع VOX