أثارت خطة الولايات المتحدة بنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا ردود فعل متباينة، اليوم الخميس، بين مؤيدين ومعارضين.
وتبنى المؤيدون وجهة نظر مفادها أن هذه الخطة من شأنها أن تجعل أوروبا أكثر أمانًا، فيما يخشى آخرون من تسببها في زيادة العداء مع روسيا وتشعل سباق تسلح جديد.
وتنص الخطة التي سيتم تنفيذها على خلفية اتفاقية جرى توقيعها خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، على نشر البنتاغون لصواريخ SM-6 وتوماهوك والأسلحة الأسرع من الصوت ذات المدى الأطول من تلك التي تمتلكها القوى الأوروبية، بداية من 2026.
من جانبه أشاد المستشار الألماني، أولاف شولتز، بالقرار الأمريكي بنشر منظومة دفاع صاروخية في بلاده، قائلًا إنه قرار جيد ويتناسب مع القرارات التي اتخذتها بلاده.
وفيما يتعلق باحتمالية انخراط ألمانيا في سباق تسليح مع روسيا، قال شولتز خلال قمة الناتو، إن موسكو تقوم بتسليح عالي المستوى بالأساس، ومن بينها أنظمة تهدد أوروبا.
واعتبر أن وجود منظومة دفاع صاروخية أمريكية في ألمانيا يمكن أن تساعد في احتواء روسيا، وفق وكالة “نوفوستي”.
ولكن هذه الخطط ربما تساهم في زيادة التوترات داخل ائتلاف المستشار أولاف شولتز، وتمنح حزب البديل اليميني المتطرف نقاط ضعف يمكن استغلالها في الانتخابات المحلية في شرق ألمانيا المقرر لها سبتمبر المقبل.
وتُعد ألمانيا واحدة من بين عدة دول ضمن حلف الناتو التي تضم أسلحة نووية أمريكية.
عودة الحرب الباردة
تتصاعد التخوفات من تلك الخطوة بسبب القلق من عودة أجواء الحرب الباردة مرة أخرى.
بدورها وصفت موسكو نشر الأسلحة الأمريكية في ألمانيا بأنه تصعيدية، وهددت بالرد عليها.
ولكن شولتز قال إن وجود الصواريخ الأمريكية سيعمل بمثابة رادع لأراضي التحالف وكذلك ألمانيا، موضحًا أن القرار لم يكن مفاجئًا لأي شخص مهتم بالأمن والسلام وكان قيد التحضير منذ فترة.
من ناحيته اعتبر المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الاجتماعي، نيلز شميد، أن تلك الخطوة ضرورية لردع روسيا.
وحظيت الخطة أيضًا بتأييد من المحافظين المعارضين، والمرجح وصولهم إلى السلطة مع بداية تنفيذ نشر الصواريخ، خصوصًا مع تراجع شعبية ائتلاف اليسار بزعامة شولتز.
ماذا يقول المعارضون؟
من بين المعارضين للخطوة كان حزب الخضر وهو شريك شولتز في الائتلاف الحاكم، وذلك بسبب اعتراضه على طريقة إبلاغه بالأمر، قائلًا إن القرار يتناقض مع اتفاق الميزانية الذي تم الاتفاق عليه فقط بعد مفاوضات طويلة وصعبة.
على الجانب الآخر كان حزب البديل اليميني المتطرف من أبرز المعارضين – معارض أيضًا لتسليم الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي – إذ يقول إنها خطوة قد تزيد من العداء مع روسيا وتجعل ألمانيا هدفًا.
وقال زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا تينو شروبالا: “المستشار أولاف شولتز لا يتصرف لصالح ألمانيا. إنه يسمح بإلحاق ضرر دائم بعلاقات ألمانيا مع روسيا، ونعود إلى نمط الصراع بين الشرق والغرب”.
بدوره قال حزب اليسار الألماني إن القرار سيعمل على إثارة المزيد من المشكلات، وقد يتسبب في إطلاق سباق تسليح بحجة الردع.
ووصفت سارة فاغنكنيشت، وهي زعيمة حزب يساري جديد معارض أيضًا لإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، القرار بأنه “خطير للغاية”.
المصدر: رويترز