يستضيف الملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين مباراة نهائي يورو 2024، والتي ستجمع المنتخب الإسباني بنظيره الإنجليزي، يوم الأحد القادم.
ولا يمثل هذا الملعب صرحًا رياضيًا مجهزًا بكل الوسائل اللازمة لاستضافة الأحداث الكبرى فحسب، بل إن له تاريخ مظلم يعود للنصف الأول من القرن الماضي.
شُيّد بأوامر “هتلر”
في عام 1931، فازت برلين باستضافة دورة الألعاب الأولمبية نسخة 1936، والتي كان من المقرر أن تقام في ملعب شارلوتنبورغ، والذي تم بناؤه لدورة الألعاب الأولمبية عام 1916 الملغاة.
عندما قام هتلر بجولة في أرض الملعب في خريف عام 1933 وشاهد التقدم الضئيل الذي تم إحرازه، أمر بهدم الملعب وبناء آخر جديد مكانه.
حاول هتلر من خلال هذا القرار معالجة أزمة البطالة في ألمانيا والاستفادة منه في خلق فرص عمل جديدة.
استغل هتلر الملعب لبناء نصب تذكاري، باعتباره فرصة للاحتفال بسيادة النظام النازي والعرق الآري.
تم تكليف المهندس المعماري فيرنر مارش بتحقيق رؤية هتلر، والذي أنتج تصميمًا كلاسيكيًا جديدًا ضخمًا، عبارة عن سلسلة من 136 عمودًا مكسوًا بالحجر الجيري، وهي سمة من سمات العمارة اليونانية القديمة.
ضم الجزء الداخلي من الملعب شرفة هتلر، وهي منصة ممتدة في الملعب يمكنه من خلالها الإشراف على المباريات.
قتال عنيف يؤدي للتجديد
كانت المنطقة التي تضم الملعب موقعًا لقتال عنيف خلال معركة برلين عام 1945، ولكنه لم يتضرر كثيرًا عندما أصبح تحت السيطرة البريطانية بعد استسلام ألمانيا.
وفي أعقاب ذلك، استمر الملعب في العمل كساحة رياضية، ولم يتم إيلاء سوى القليل من الاهتمام لماضيه، بخلاف عملية إزالة الرمز النازي، وتقصير شرفة هتلر بمقدار متر واحد.
وفي تسعينيات القرن الماضي، تم تجديد الملعب لمدة 4 سنوات، لتصل سعته إلى 74 ألف متفرج.
احتفظت عملية التجديد بالسمات المعمارية للملعب، مثل شرفة هتلر التي أصبحت الآن جزءًا من قسم كبار الشخصيات، والتماثيل وبوابة الماراثون.
حاضر بعيد عن الصراعات
في حين أن مشجعي “اليورو” قد يفكرون في هذا المزيج المعقد للمعلب، فإن تجاوز ماضيه لن يكون جديدًا على مشجعي هيرتا برلين.
على مر السنين، قام العديد من مشجعي هيرتا برلين ببناء علاقة مع الملعب خارج سياقه التاريخي.
يستضيف الملعب مباريات فريق هيرتا برلين، فيقول ستيفانو بازانو، مسؤول التواصل في رابطة مشجعي النادي: “أصل الملعب أو ماضيه التاريخي، لا يتم إدخاله في هذه العلاقة”.
ويعتقد مارك هاميلتون، أحد مشجعي هيرتا برلين منذ فترة طويلة، أنه من المهم أن يتمكن المشجعون من إقامة هذه العلاقة الإيجابية مع الملعب الأولمبي.
ويوضح قائلاً: “إن هذا التطور مهم للمجتمع بحيث لا تكون عالقًا في مشاعر الماضي الحزينة، ولكن يجب ألا تنساها أبدًا”.
ويضيف: “يجب أن ننظر إليه باعتباره المكان الذي تغلبنا فيه على تلك الحقبة، وهو موطن للحظات سعيدة الآن”.
المصادر: