تشكّل منطقة أمريكا اللاتينية أقوى بؤرة للفساد في العالم، حيث لا تحظى الحكومات التي تقود عدد كبير من هذه البلدان بثقة شعوبها، نتيجة لممارساتها السلطوية التي تتحدى المساواة والشفافية.
في المخطط البياني المرفق، نسلط الضوء على قائمة أكثر الدول معاناة من الفساد، بناءً على بيانات مستقاة من منظمة الشفافية الدولية.
ما هو مؤشر مدركات الفساد؟
في كل عام، تشرع منظمة ألمانية تدعى “الشفافية الدولية” في قياس الفساد في كل دولة من دول العالم.
تؤدي المنظمة هذه المهمة من خلال مقياس أطلقوا عليه اسم مؤشر مدركات الفساد، والذي يقيس مدى إدراك الناس الذين يعيشون في كل بلد للفساد.
الدول الأكثر فسادًا عالميًا
تحتل فنزويلا المرتبة الأولى كأكثر دول العالم معاناة من الفساد مقارنة ببقية أنحاء العالم، وفقًا لبيانات المؤشر الصادرة في 2023، حيث حققت 13 درجة فقط.
وفي المرتبة الثانية تتواجد ناكاراغوا (17)، تليها غواتيمالا (23)، ثم هندوراس (23)، وبنغلاديش (24).
ومن خارج منطقة أمريكا اللاتينية، تتواجد إيران في المرتبة السادسة بـ 24 نقطة، تليها نيجيريا (25)، ثم روسيا (26).
وعلى الرغم من ذلك، يُنظر إلى إلى أوروغواي، أنها أقل فسادًا من بعض الدول الأكثر تقدمًا مثل الولايات المتحدة وفرنسا.
سجلت أوروغواي 73 درجة على المؤشر، ولا تتفوق عليها سوى 3 بلدان هي ألمانيا وكندا وأستراليا.
وخلافاً لأغلب بلدان أمريكا اللاتينية، التي شهدت اضطرابات وتغيرات جذرية على مر السنين، ظلت درجة الفساد في أوروغواي مستقرة.
ويشير هذا الثبات الإيجابي إلى تحولات صحية في السلطة ويشكل شهادة على الأنظمة الديمقراطية والقضائية الموثوقة في أوروغواي.
وعلى جانب التحسينات، قطعت جمهورية الدومينيكان خطوات كبيرة لاستعادة ثقة شعبها، حيث حسنت درجاتها بما يزيد على 20 نقطة مئوية في العقد الماضي.
في أوائل عام 2010، كانت جمهورية الدومينيكان تعاني من ادعاءات الرشوة ونظام قضائي ضعيف وغير راغب في المقاضاة.
وفي العام الماضي فقط، تم القبض على 20 مسؤولاً سابقًا في أكبر تحقيق لمكافحة الفساد في تاريخ البلاد، والذي كشف عن اختلاس واسع النطاق في العقود الحكومية.
وعلى العكس من ذلك، واصلت فنزويلا ونيكاراغوا تقويض المؤسسات وتركيز السلطة في أيدي زعماء غير ديمقراطيين