سياسة

حزب الله يتبع استراتيجية “جديدة – قديمة” لمواجهة المراقبة التكنولوجية الإسرائيلية

ورغم أن القتال على الحدود الجنوبية للبنان ظل محدودًا نسبيًا، فإن تصاعد الهجمات في الأسابيع الأخيرة زاد المخاوف من احتمال تحوله إلى حرب شاملة.

مع ارتفاع حدة المناوشات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية اللبنانية، اتجه حزب الله إلى استخدام استراتيجيات بسيطة للتهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لعدوه، بعد مقتل كبار قادته في غارات جوية إسرائيلية مستهدفة.

ويعتمد الحزب على تقنياته الخاصة، مثل الطائرات بدون طيار، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل في جمع المعلومات الاستخباراتية، وهي استراتيجية وصفها حسن نصر الله زعيم الحزب بأنها تعمية لإسرائيل.

ارتفاع وتيرة الاشتباكات

منذ تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، تبادل حزب الله وجيش الاحتلال إطلاق النار ورغم أن القتال على الحدود الجنوبية للبنان ظل محدودًا نسبيًا، فإن تصاعد الهجمات في الأسابيع الأخيرة زاد المخاوف من احتمال تحوله إلى حرب شاملة.

وقد فر عشرات الآلاف من السكان من جانبي الحدود، وأسفرت الضربات الإسرائيلية على مدار الأشهر الماضية عن مقتل أكثر من 330 من مقاتلي حزب الله ونحو 90 مدنيًا في لبنان، بينما تسببت الهجمات من لبنان في مقتل 21 جنديًا وعشرة مدنيين في إسرائيل، بحسب وكالة رويترز.

تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية

أكد حزب الله مقتل أكثر من 20 من عناصره، بما في ذلك ثلاثة من كبار القادة وأعضاء من وحدة القوات الخاصة النخبة “رضوان” وعملاء استخبارات، في ضربات مستهدفة بعيدًا عن الخطوط الأمامية.

وكشفت عمليات الاستهداف الإسرائيلية عن نجاح جيش الاحتلال في جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات حزب الله وقادته وأماكن تواجدهم وعملياتهم، والبنية التحتية للحزب.

أن حزب الله اضطر لتغيير استراتيجيته في التواصل بين القادة مع العناصر لتجنب شبكات التجسس الإسرائيلية، حيث لجأ إلى الطرق البدائية التي يصعب تعقبها أو التجسس عليها

وأوضح جيش الاحتلال أن تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية قد لعبت دوراً حيوياً في هذه الضربات، مؤكدًا أنه يمتلك كاميرات أمنية وأنظمة استشعار عن بعد موجهة إلى المناطق التي يعمل فيها حزب الله، كما أنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع بدون طيار عبر الحدود للتجسس على خصمه.

حزب الله يغير استراتيجيته

أكد الخبراء أن حزب الله اضطر لتغيير استراتيجيته في التواصل بين القادة مع العناصر لتجنب شبكات التجسس الإسرائيلية، حيث لجأ إلى الطرق البدائية التي يصعب تعقبها أو التجسس عليها.

وأوضح خبراء الأمن أن بعض التدابير المضادة البسيطة قد تكون فعّالة للغاية ضد التجسس باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، فعلى سبيل المثال، تمكن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من الإفلات من القبض عليه لمدة تقرب من عقد بقطع الاتصال بالإنترنت وخدمات الهاتف، واستخدام رسل بدلاً من ذلك.

وقالت إيميلي هاردينج، المحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية والتي تعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، “إن الفعل البسيط المتمثل في استخدام شبكة خاصة افتراضية VPN، أو الأفضل من ذلك، عدم استخدام الهاتف المحمول على الإطلاق، يمكن أن يجعل من الصعب للغاية العثور على هدف وتحديده”.

خبراء الاتصالات في حزب الله يعملون على تقسيم الشبكة إلى شبكات أصغر حجما للحد من الأضرار في حال اختراقها مرة أخرى

وأضافت هاردينج أن هذه التدابير المضادة تجعل قيادة حزب الله أقل فعالية بكثير في التواصل السريع مع قواتها.

ومن جانبه قال المحلل اللبناني المقرب من حزب الله قاسم قصير إن المعلومات والتكنولوجيا تشكل جزءًا أساسيًا من المعركة بين الحزب والاحتلال، ولكن عندما تواجه تقدماً تكنولوجياً معيناً، فإنك تحتاج إلى العودة إلى الأساليب القديمة ـ الهواتف، والاتصالات الشخصية، أو أي طريقة قديمة تسمح لك بالالتفاف على التكنولوجيا.

وأشار مسؤول أمني لبناني سابق أن حزب الله اتخذ أيضًا خطوات لتأمين شبكته الهاتفية الخاصة في أعقاب خرق مشتبه به من قبل إسرائيل، وأن خبراء الاتصالات في حزب الله يعملون على تقسيم الشبكة إلى شبكات أصغر حجما للحد من الأضرار في حال اختراقها مرة أخرى.

المصدر:

reuters