تكشف دراسة جديدة أن ارتفاع مستويات البلاستيك الدقيق والنانوي (MnPs) على مستوى العالم والتي يتم امتصاصها في جسم الإنسان قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة.
ترتبط الأمراض غير المعدية مثل هذه بالالتهابات في أعضاء الجسم. وقد يؤدي وجود جزيئات صغيرة إلى تعزيز امتصاص MnPs ومخلفاتها في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية وشدتها بمرور الوقت.
وتُعد تركيزات MnP في براز الأطفال أعلى بشكل ملحوظ من تركيزاتها لدى البالغين – ربما لأن البلاستيك يُستخدم عادةً في تحضير وتقديم وتخزين أغذية الأطفال. وقد يكون سلوك الأطفال الصغار مثل وضع الأشياء في أفواههم مسؤولاً عن ذلك أيضًا.
نداء عالمي للتحرك من أجل البحث العلمي
نشرت مجموعة دولية من الباحثين نتائجهم في مجلة Cell Reports Medicine ، وتدعو الآن إلى اتباع نهج عالمي متكامل للصحة الواحدة فيما يتصل بالبحوث المتعلقة بالصحة البشرية والبيئة، والذي من شأنه أن يكشف عن الآليات البيئية التي تكمن وراء ارتفاع التعرض البشري لجزيئات MnP وارتباطات هذه الجزيئات بالأمراض غير المعدية.
علق البروفيسور ستيفان كراوس، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة برمنجهام ، قائلاً: “لقد زاد تلوث البلاستيك على مستوى العالم – مما يجعل من الضروري أن نفهم المخاطر الصحية الإجمالية المرتبطة بالتعرض لـ MnP.
العلاقة بين MnPs والأمراض غير المعدية
ويؤكد الباحثون أن العلاقة بين الفوسفاتيز المنغنيزية والأمراض غير المعدية تشبه العلاقة بين جزيئات أخرى، بما في ذلك المصادر الطبيعية مثل حبوب اللقاح أو الملوثات من صنع الإنسان مثل عوادم الديزل، والفوسفاتيز المنغنيزية، والمواد النانوية المصنعة، وكلها تعمل بطريقة بيولوجية مماثلة. ويعامل الجسم هذه الجزيئات باعتبارها كيانات غريبة تعمل على تحفيز نفس الآليات الوقائية – مما يشكل خطراً يتمثل في إضعاف دفاعات الجسم وزيادة وتيرة وشدة الأمراض غير المعدية.
يتزايد معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية في جميع أنحاء العالم، حيث تتحمل الأنواع الأربعة الرئيسية مجتمعة المسؤولية عن 71% من جميع الوفيات العالمية سنويًا، وتخلق تأثيرًا اقتصاديًا متوقعًا يتجاوز 30 تريليون دولار على مدى العقدين المقبلين.
انتشار MnPs والتعرض البشري
تظهر اتجاهات التلوث العالمية أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة (أصغر من 5 مم) والنانوية (أصغر من 1 ميكرومتر) موجودة الآن في كل مكان. تم اكتشاف MnPs في عينات الرئتين والدم وحليب الثدي والمشيمة والبراز، مما يؤكد أن الجسيمات تدخل جسم الإنسان من البيئة.
يتعرض البشر لمواد MnPs في البيئات الخارجية والداخلية من خلال المواد الغذائية، واستهلاك المشروبات، والهواء، والعديد من المصادر الأخرى بما في ذلك مستحضرات التجميل ومنتجات العناية البشرية.
يختلف التعرض البشري لـ MnPs بشكل كبير اعتمادًا على الموقع وآلية التعرض، مع وجود أدلة على وجود مناطق تلوث MnP في الهواء الداخلي تحتوي على ما يصل إلى 50 ضعف عدد الجزيئات التي يواجهها الإنسان في الهواء الطلق.