أصبح جوردان بارديلا تحت دائرة الضوء بعد جهوده التي ساهمت في دفع اليمين الفرنسي المتطرف إلى الصدارة في الانتخابات التشريعية التي عُقدت الجولة الأولى منها الأحد الماضي.
وبفضل بارديلا الذي يبلغ من العمر 28 عامًا فقط، أصبح حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف أقوى قوة سياسية في فرنسا، كما أنه بات أصغر رئيس وزراء محتمل في البلاد.
وبعد الأداء القوي الذي حققه حزب التجمع الوطني في الجولة الأولى، يسعى بارديلا إلى حشد المؤيدين حتى يحصل حزبه على الأغلبية المطلقة في الجولة الحاسمة المقرر لها 7 يوليو الجاري.
وحال حدوث ذلك سيكون من حق حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة تشكيل الحكومة الفرنسية، والذي سيكون بارديلا على رأسها.
لماذا بارديلا؟
كان بارديلا الذي تولى رئاسة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في 2022 خلفًا لمعلمته، مارين لوبان، هو الشخص الأولى الذي يقود الحزب ولكن لا يحمل اسم لوبان.
وكانت لوبان تهدف إلى ذلك منذ فترة، بغرض ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب، وإزالة وصمة العنصرية ومعاداة السامية التي التصقت به، بغرض جذب المزيد من المؤيدين.
وحاولت لوبان الابتعاد عن عباءة والدها جان ماري لوبان الذي شارك في تأسيس الحزب، ولكنه عُرف بخطاب الكراهية وأدين أكثر من مرة بسببها.
ومن خلال بارديلا الذي انضم للحزب في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تسعى لوبان إلى تغيير الصورة النمطية التي تم اتخاذها عن الحزب.
من هو جودران بارديلا؟
وُلِد بارديلا في ضاحية سين سان دوني شمال باريس عام 1995 لوالدين من أصل إيطالي، ويمتلك جذورًا جزائرية من ناحية الأب.
وكان بارديلا ذكيًا للحد الذي جعله يستغل تلك الأصول العربية لتبرئة حزبه من موقف معاداة المجتمع المسلم في فرنسا والمهاجرين بشكل عام.
وفي حين أن عائلة بارديلا كانت ميسورة الحال وأن المعلومات تُشير إلى التحاقه بمدرسة كاثوليكية شبه خاصة، إلا أن الروايات التي تقولها الأحزاب تذهب إلى أنه نشأ في حي فقير ويعاني من المخدرات.
وتؤكد المعلومات أيضًا أن بارديلا لم يكمل تعليمه، ولم يخجل من الحديث مع الناخبين الشباب عن هذا الأمر.
في سنة السابعة عشرة انضم جوردان إلى حزب التجمع الوطني، وتمكّن من الترقي بسهولة في الرتب، وتقلد مناصب عديدة داخل الحزب منها المتحدث باسم الحزب ورئيس جناح الشباب.
وفي عام 2019، تم تعيين بارديلا في منصب نائب رئيس الحزب، ليكون بذلك أصغر عضو في البرلمان الأوروبي في التاريخ.
ومع أكثر من 1.7 مليون متابع على تيك توك و750 ألف متابع على إنستغرام، وجد بارديلا جمهورا لمحتواه على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يتراوح من مواد الحملة التقليدية إلى مقاطع الفيديو التي تسخر من ماكرون واللمحات الصريحة على ما يبدو عن حياة رئيس الوزراء المحتمل للتجمع الوطني.
وبرع الشاب الفرنسي في استخدام منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا مع مظهره الأنيق، وتبنى خطابات قوية فيما يتعلق كمثال بالهجرة، تحت شعار “فرنسا تختفي”.
وبهذه الصفات، تمكن بارديلا من أن يكون شخصًا جاذبًا للناخبين في حزبه، وتحديدًا بين الناخبين الأكبر سنًا في المناطق الريفية.
أجندته لفرنسا
كان بارديلا أبرز الداعين إلى حل البرلمان الفرنسي والدعوة لانتخابات مبكرة، في أعقاب الهزيمة التي تعرّض لها تحالف الوسط في الانتخابات الأوروبية الشهر الماضي.
ويقول بارديلا إنه حال تنصيبه على رأس الحكومة، سيعمل على على تعزيز القانون والنظام، وتنظيم الهجرة بشكل أكثر صرامة وتقييد بعض المزايا الاجتماعية، مثل الإسكان، على المواطنين الفرنسيين فقط.
وأشار إلى أن خطته ستعمل على منع المواطنين مزدوجي الجنسية من تولي الوظائف الرئيسية في البلاد، وتحديدًا في مجالي الدفاع والأمن.
ووعد بارديلا بخفض الضرائب على الوقود والغاز والكهرباء، وتعهد بإلغاء تغييرات ماكرون في المعاشات التقاعدية.
كما ستمتد حكومته التي تركز على القانون والنظام إلى المدارس العامة في البلاد، وتوسع الحظر المفروض على الهواتف المحمولة إلى المدارس الثانوية.
ولكن بعض المنتقدين قالوا إن سياسة بارديلا ربما تتسبب بأضرار إلى الاقتصاد الفرنسي، كما أنها تنتهك حقوق الإنسان.
المصدر: AP
