سياسة

بايدن في أزمة بعد أدائه المتعثر في أول مناظرة.. هل ينسحب من السباق الرئاسي؟

بات بايدن في موقف صعب بعد أدائه المخيب لآمال الكثير من الديمقراطيين في أول مناظرة جمعته بمنافسه الأبرز دونالد ترامب في أتلانتا، قبل انتخابات الرئاسة المقرر لها 2024.

ويبذل حلفاء الرئيس الأمريكي محاولات لاحتواء التداعيات التي خلفها الأداء الضعيف لبايدن، والذي واجه صعوبات في صد وابل الادعاءات والاتهامات من منافسه لجمهوري ترامب.

وكانت حملة بايدن تعقد الآمال على هذه المناظرة لإزالة المخاوف من نفوس الناخبين تجاه الرئيس الحالي البالغ من العمر 81 عامًا، حول قدرته العمرية والصحية على تولي فترة رئاسية أخرى تمتد لأربع سنوات.

ولكن بدلًا من الأداء الواثق الي يستهدف الإطاحة بالمنافس الأشرس، بدا أداء بايدن متعثرًا بل وأنه وجه صعوبة في نطق بعض الكلمات خلال الفترة الأولى من المناظرة.

كيف يرى المتابعون أداء الرئيس الأمريكي؟

يقول أحد الداعمين لبايدن والذي رفض ذكر اسمه، إن أداء بايدن كان “غير مؤهل”، مضيفًا أن الديمقراطيين ربما سيعيدون النظر في الدعوات المطالبة بتنحي بايدن لصالح مرشح آخر للحزب.

وبدأ الديمقراطيون في التساؤل حول نوايا بايدن للتنحي عن منصبه بعد هذا الأداء.

وقال أحد كبار الاستراتيجيين الديمقراطيين أن اتخاذ بايدن لقرار مشابه سيكون من غير المسبوق بالنسبة لرئيس أمريكي، ومن المرجح أن تشهد الأيام المقبلة دعوات لحث بايدن على القيام بالأمر.

وأشار إلى أن الناخبين الذين لم يحسموا أمر مرشحهم بعد في الانتخابات قالوا في مقابلات عقب المناظرة أن بايدن واجه ليلة سيئة، ووصفوا أداءه بأنه ضعيف ومحرج ويصعب مشاهدته.

بايدن في أزمة بعد أدائه المتعثر في أول مناظرة.. هل ينسحب من السباق الرئاسي؟
جانب من المناظرة التي جمعت بايدن وترامب في أتلانتا أمس الخميس

وقال مسؤولان في البيت الأبيض أثناء المناظرة إن بايدن مصاب بنزلة برد، في محاولة للتغطية على الأداء الباهت له خلال اللقاء.

من جانبها قالت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إن بايدن واجه “بداية بطيئة”، مضيفة في نفس الوقت أن سجل الرئيس على مداى ثلاث سنوات ونصف لا يمكن اختزاله في لقاء مدته 90 دقيقة.

بايدن في بؤرة الضوء

لم ينجُ ترامب – 78 عامًا – هو الآخر من التساؤلات حول ملائمته لتقلد منصب رئيس أكبر اقتصاد في العالم مرة أخرى، خصوصًا بعد سلسلة الجرائم الجنائية المتهم فيها وأبرزها شراء سكوت ممثلة أفلام إباحية للتستر على علاقة عاطفية جمعتهما، إلى جانب محاولاته عكس نتائج انتخابات عام 2020.

وعلى الرغم من الانتقادات حول ترامب وسلسلة الأكاذيب التي وجهها إلى خصمه، إلا أن التركيز الأكبر كان على بايدن بشكل مباشر.

ويعتقد الكثيرون أن إجراء تلك المناظرة في وقت أبكر بكثير من أي مناظرة رئاسية – قبل الانتخابات بنحو 5 أشهر – سيكون قادرًا على التخفيف من حدة التداعيات التي نتجت عن أداء بايدن، مع تركيز الاهتمام على قضايا أخرى جديدة والتي تعمل على محور ذكرى أدائه السيء قبل الانتخابات.

ومن بين الأحداث التي ربما تحظى بالاهتمام الأكبر خلال الفترة المقبلة، هو إصدار حكم على الرئيس دونالد ترامب في إحدى التهم الموجهة إليه، والذي سيأتي قبل أيام قليلة من اجتماع حزبه لترشيحه رسميًا.

ومع إظهار استطلاعات الرأي تقاربا كبيرا بين المرشحين قبل المناظرة، فإن أي تحول بسيط قد يغير مسار الحملة.

أبرز ما جاء في المناظرة

تطرق المرشحان إلى العديد من القضايا خلال امناظرة ومنها الاقتصاد والإجهاض والهجرة والحروب في أوكرانيا وغزة، إلى جانب التركيز على بعض المسائل الشخصية لكل مرشح.

ولم يغفل ترامب ذكر ادعاءه المألوف بتزوير انتخابات 2020، والدعم الديمقراطي لقتل الأطفال وارتكاب المهاجرين لقضايا عنف عديدة.

كما دافع ترامب عن أنصاره الذين اعتُقلوا لاقتحامهم مبنى الكونجرس الأمريكي في 6 يناير 2021، ورفض القول ما إذا كان سيقبل نتائج انتخابات هذا العام، وقال إنه قد يقاضي بايدن إذا فاز.

ولم يكن بايدن جاهزًا للرد على مزاعم ترامب، ولكنه تمكّن من توجيه بعض الضربات إليه من خلال وصفه بالمجرم، مشيرًا إلى أن غالبية أعضاء مجلس وزراء ترامب السابقين رفضوا تأييد حملته.

بايدن في أزمة بعد أدائه المتعثر في أول مناظرة.. هل ينسحب من السباق الرئاسي؟
يحاول الديمقراطيون جمع شتات أنفسهم بعد أداء بايدن المتعثر خلال أول مناظرة رئاسية تجمعة بخصمه ترامب

ولكن هل ينسحب بايدن من السباق؟

حتى الآن يبدو أن قرار الانسحاب من السباق الرئاسي ليس سهلًا، خصوصًا وأن بايدن هو المرشح المفترض للديمقراطيين، كما أن فوزه بأصوات أغلب مندوبي الحزب يعني أنه لن يُجبر على الخروج من المنافسة بغير إرادته.

ورفض حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم – الذي يمكن أن يكون بديلاً ديمقراطيًا رائدًا إذا تنحى بايدن – فكرة إمكانية استبدال بايدن.

وانسحاب بايدن يعني أن تعم الفوضى داخل الحزب الديمقراطي، إذ إنها ستظهر الانقسامات والانشقاقات بين أعضاء الحزب لاختيار مرشح جديد.

وحال انسحاب بايدن قبل انعقاد مؤتمر الحزب، سيكون على المندوبين اختيار مرشح جديد البديل للمرشح المنسحب.

وكان الحزب الديمقراطي حدد موعدًا نهائيًا في الثاني والعشرين من يونيو للولايات لاختيار أكثر من 3900 مندوب ــ جميعهم تقريبا تعهدوا لبايدن حاليا ــ المخصصين كجزء من عملية الانتخابات التمهيدية.

وسيكون من الصعب أن ينسحب بايدن أو ترامب في أعقاب مؤتمر الحزب لإعلان مرشحه، وسيتطلب الأمر حدثًا غير عاديًا لانسحاب أحد المرشحين خلال الشهور القليلة قبل الانتخابات.

وبحسب المعلومات التي توفرها خدمة أبحاث الكونغرس، فإنه إذا أصبح الرئيس الحالي عاجزًا عن أداء مهامه بعد فوزه بترشيح الحزب، فإن التعديل الخامس والعشرين من شأنه أن يرفع نائب الرئيس إلى منصب الرئاسة، ولكن قواعد الحزب سوف تحدد من يرتفع ليصبح مرشح الحزب.

ومن المقرر إجراء المناظرة الثانية والأخيرة في حملة هذا العام في سبتمبر المقبل.

المصدر: رويترز